اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 233
مندرجة في صلبه بصور الذّرات، فلمّا نفخ الرّوح في آدم كان نور نسمة محمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يلمع في جبهته كالشمس المشرقة [1].
ثمّ انتقل ذلك النّور من صلب آدم إلى رحم حواء، و منها إلى صلب شيث، ثمّ استمر هذا ينتقل من أصلاب الطّاهرين إلى أرحام الطّاهرات، و هو معنى قوله تعالى: وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ[2].
فقد أخرج ابن سعد في طبقاته: 1/ 25، و البزار، و الطّبرانيّ في مجمع الزّوائد: 7/ 86، و أبو نعيم في دلائل النّبوة ح 17، تأريخ الخميس: 1/ 56، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قال: «من نبىّ إلى نبىّ، و من نبىّ إلى نبىّ حتّى أخرجتك نبيّا» ففسر وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ بتنقله في أصلاب الأنبياء.
و يمكن أن يحمل على أعم منهم و هم «المصلون» الذين هم لم يزالوا في ذرية إبراهيم. و يوضحه أنّه ليس في أجداد النّبي (صلّى اللّه عليه و آله) بكثرة، بل إسماعيل، و إبراهيم، و نوح، و شيث، و آدم، و إدريس. في قول.
انظر الفوائد الكامنة، المواهب اللّدنية بالمنح المحمدية للقسطلاني: 1/ 34، و هناك دليل على إيمان آباء النّبي (صلّى اللّه عليه و آله) و إيمان أبي طالب من الحديث الّذي رواه أخطب خوارزم في المناقب: 87 و النّطنزيّ في الخصائص العلوية، و فرائد السّمطين، و الرّياض النّضرة، و رياض الفضائل، و جواهر النّفائس، و تسديد القدس، و الشّيخ القندوزيّ في ينابيع المودة في الباب الأوّل قائلا: و أخرجه الدّيلمي في مسند الفردوس عن سلمان، عن النّبي (صلّى اللّه عليه و آله) قال: «كنت أنا و عليّ نورا بين يدي اللّه عزّ و جلّ، يسبح اللّه ذلك النّور، و يقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق آدم (عليه السّلام) أودع ذلك النّور في صلبه، فلم نزل أنا و عليّ شيئا واحدا، حتّى افترقنا في صلب عبد المطلب، ففيّ النّبوة، و في عليّ الإمامة».
و في حديث آخر من قوله (صلّى اللّه عليه و آله): «حتّى أقرنا في صلب عبد المطلب، ثم قسمه قسمين، فأخرج قسما في صلب أبي- عبد اللّه- و قسما في صلب عمّي أبي طالب ... الحديث»، و هذه الأحاديث فيها دلالة واضحة على أنّ تلك الأصلاب هي الحاملة لنور النّبوة، و الإمامة معا، فكيف تكون مشركة و ساجدة للأصنام النّجسة، و الأوثان الرّجسة.
اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 233