اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 205
معناه عذرك مقبول، ثمّ إنّي لما أصبحت ذهبت إلى المشهد المبارك، و دعوت اللّه سبحانه، و سألته ببركة الإمام الحسين أن يعافيني من ذلك المرض، فببركته عافني اللّه من ذلك المرض في أسرع زمان» [1].
ذكر إحياء يوم الثّلاثاء
بزيارة مشهد الحسين رضى اللّه عنه، و مجيء السّادة الخلوتية في ذلك النّهار بخصوصه.
قال الشّيخ أبو الفضل نقيب السّادة الخلوتية ذكر لي شيخي، و استاذي الشّيخ شمس الدّين الخلوتي عن جدّه القطب الكبير الشّيخ كريم الدّين الخلوتي [2].
أنّه ذكر عن نفسه أنّ بعض أصحابه كان ساكنا بالقرب من المشهد الشّريف، و أنّ زوجته ماتت فدعى الشّيخ ليشيع جنازتها فذهب الشّيخ قبل التّجهيز فأدخلوه المشهد المذكور ينتظر تجهيز الجنازة، و لم يكن دخل المشهد قبل ذلك. و كان ذلك يوم الإثنين في شهر ربيع الأوّل سنة ثلاثة و سبعين و تسعمائة فلما نظر إلى ذلك المكان و ما فيه من النّورانية، و المهابة النّبويّة، و الاسترواح الرّوحاني، و حسن الشّكل و المعاني، قال للجماعة الذين معه: إنّ هذا المكان لم يوضع سدى، فذكر كلّ واحد منهم ما يحفظه عن ذلك المشهد، فعلق قلبّه به، إلّا أنّه داخله بعض شك في وجود الرّأس الشّريف به، فقال: إن ساعدتنا المقادير نزور هذا المكان في كلّ جمعة، ثمّ صلّى على الجنازة و ذهب إلى منزله، و هو مفكر في ذلك، فلما صلّى
[1] انظر، أوراد السّادة الخلوتية المأثورة عن الحضرة الأحمدية لمحمد حسنين مخلوف الأزهري، و قد ذكر فيه بأنّ السّادة الخلوتية ينتسبون إلى الإمام الشّافعي، و منهم محمّد بن الحسن بن محمّد بن محمّد بن أحمد السّمنودي الشّهير بالمنير الخلوتي الشّافعي الأزهري الّذي ولد بسمنود سنة (1099 ه- 1199 ه) صاحب كتاب الآداب السّنية لمريد سلوك طريق السّادة الخلوتية.