اسم الکتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة المؤلف : أبو الفتوح عبد الله التليدي الجزء : 1 صفحة : 24
نظرة ثانية، و أضفت إليها زيادات هامّة مفيدة فكانت كما يراها القارئ.
غير أنّني انفردت في هذه الرسالة بمنهج خاص لم أسبق إليه و الحمد للّه، و هو أنّني لا أورد فيها إلّا ما صحّ أو حسن من الأحاديث أو كان ضعيفا منجبرا، و ما عدا ذلك ممّا ذكره غيري من الواهيات و المنكرات بل و الموضوعات فلا أعرج عليه أصلا، فإنّ لنا في الصحيح غنية عمّا سواه، كما أنّني أتحاشى عن التحيّز و الغلوّ، أو الترجيح بالهوى، أو ردّ النصوص الثابتة دفعا بالصدر.
و كان الدافع و الحامل لي على الكتابة في هذا الجانب الطاهر أمورا، و هي كالآتي:
أوّلا: ما نشاهده من بعض الفرق الذين يكرهون سماع اسم الشريف و السيد فضلا عن رؤيته! فأحرى بمحبّته و إكرامه و تعظيمه، و هؤلاء هم المعروفون بالنواصب [1] الذين يعادون أهل البيت الأطهار، و يضمرون لهم الأحقاد و الأضغان
[1]. من النصب و هو المعاداة، يقال: نصبت لفلان إذا عاديته، و منه الناصب: و هو الذي يتظاهر بعداوة أهل البيت، و في القاموس: النواصب و الناصبة و أهل النصب هم المتديّنون ببغض علي (عليه السّلام) (مجمع البحرين 4: 316)، و قد صرّح العلّامة التليدي بأنّ أظهر مصاديق النواصب هم الخوارج و بني أمية. و قد اتّفقت كلمة الإمامية على كفر من أظهر النصب و العداء لأهل البيت (عليهم السّلام) لما دلّ من روايات صحيحة عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) تدلّ على كفر من عادى عليا و أهل البيت (عليهم السّلام) كقوله (صلّى اللّه عليه و آله):
«اشتد غضب اللّه على من آذاني في عترتي» (كنز العمال 12: 93 و الجامع الصغير 1: 128)، «و أنا حرب لمن حاربكم، و سلم لمن سالمكم، و عدوّ لمن عاداكم» قاله لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين (تقدّمت مصادره في المقدمة) و غيرها من العشرات بهذا المعنى من طرق الفريقين.
و به قال أبرز و أكثر علماء السنّة، و خصوصا علماء الجرح و التعديل، ففي ترجمة حريز بن عثمان، قال ابن حبّان في المجروحين 1: 331: «إنّه كان يلعن عليا بالغداة سبعين مرة، و بالعشيّ سبعين مرة، و كان داعية الى مذهبه، و كان يشتم علي بن أبي طالب». و في تاريخ بغداد 8: 266:
«ينتقص عليا و ينال منه، و كان يشتم عليا على المنابر! قال: لا أحبّه، قتل آبائي». و ذكره العقيلي-
اسم الکتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة المؤلف : أبو الفتوح عبد الله التليدي الجزء : 1 صفحة : 24