اسم الکتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة المؤلف : أبو الفتوح عبد الله التليدي الجزء : 1 صفحة : 174
في تنازله لمعاوية حتى سمّاه بعضهم عار المسلمين [1]، فكان يقول لهم: العار و لا النار، رضي اللّه تعالى عنه.
و في الحديث منقبة هامّة للحسن حيث سمّاه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) سيّدا، و أنّه سيحظى بفضيلة سيخصّه اللّه بها، و هي إصلاحه بين المسلمين المتعادين.
- سبّ عليّ على منابر المسلمين سنّة، و كتب بذلك إلى الأمصار و الآفاق (شرح النهج 11: 44) و تتبّع شيعة أمير المؤمنين و أنصاره و صالحي هذه الأمّة و قتلهم و صلبهم، أمثال ميثم التمّار و رشيد الهجري و كميل بن زياد و حجر بن عدي و أصحابه، و كانوا من خيار الصالحين.
عن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: يقتل بعذراء أناس يغضب اللّه لهم و أهل السماء» (البداية و النهاية 6: 252).
و قام معاوية بدفن أنصار الإمام علي (عليه السّلام) و هم أحياء، كما فعل بعبد الرحمان بن حسّان، دفنه حيّا بقسّ الناطف، و قتل خيار التابعين، أمثال كدام بن حيّان و قبيصة و محرز بن شهاب (تاريخ دمشق 34: 301 و 50: 111 و 49: 264 و 57: 80) و قتل الصحابي عروة بن كعب بن وائل (الإصابة 5: 116) و عمر بن الحمق الخزاعي، و طيف برأسه في الشام، و هو أول رأس يهدى و يطاف به في الإسلام (البداية و النهاية 8: 52، الإصابة 4: 515) و عبد اللّه بن يحيى الحضرمي و أصحابه، و جويرية العبدي و غيرهم.
و دام الحال من القتل و التنكيل حتّى وصل الأمر ببني أميّة أنّهم إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه (تاريخ دمشق 41: 481، تهذيب الكمال 20: 429، سير أعلام النبلاء 5: 102 و 7: 413).
[1]. هذا خطأ لم يثبت تاريخيا، و الموجود: قيل له: «يا مذلّ المؤمنين» قاله سفيان بن أبي ليلى، قال:
السلام عليك يا مذلّ رقاب المؤمنين، فقال (عليه السّلام): «ما جرّ هذا منك إلينا؟» فقلت: أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة، و سلّمت الأمر إلى اللعين ابن اللعين ابن آكلة الأكباد و معك مائة ألف كلّهم يموت دونك، فقال (عليه السّلام): «يا سفيان! إنّا أهل بيت إذا علمنا الحقّ تمسّكنا به، و إنّي سمعت عليا يقول: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): لا تذهب الليالي و الأيّام حتّى يجتمع أمر هذه الأمّة على رجل واسع السرم (الدبر) ضخم البلعوم، يأكل و لا يشبع، و لا ينظر اللّه إليه، و لا يموت حتّى لا يكون له في السماء عاذر، و لا في الأرض ناصر، و إنّه لمعاوية و إنّي عرفت أنّ اللّه بالغ أمره».