responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأصول في علم الأصول المؤلف : الإيرواني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 12

و أمّا الروابط، فهي نسب قائمة بطرفيها، فكلّ ذات و حركة ففي بطنها و مكمونها نسبة من النسب، و هذه النسب سريعة التحوّل، و هي دائما بين الحدوث و الزوال. فأنت جالس في صحن دارك و بينك و بين كلّ ما في العالم نسبة، فإذا تحوّلت من مكانك أو تحوّل شي‌ء من ذرّات العالم من مكانها تحوّلت النسبة، فقامت نسبة و جلست أخرى؛ فكأنّ جميع ذرّات العالم مربوطة بعضها ببعض بحبل واصل بينها متحرّكة دائما في ربطها، تعطي ربطا و تأخذ آخر.

هذا في الخارج، و أمّا في لوح النفس ففي ابتداء ما ننظر إلى الخارج و نرى زيدا تاليا للقرآن، و عمرا سائرا من البصرة إلى الكوفة، و بكرا راقيا على السطح، و خالدا جالسا في الدار، و هكذا؛ تحصل مطابق تلك النسب الخارجيّة في النفس- بما هي- نسب و روابط قائمة بالطرفين.

نعم، هنا قائمة بين طرفين نفسيّين، و هناك بين طرفين خارجيّين، لكن في ربطيّتها لم تتغيّر، يعني كما هي روابط في الخارج كذلك هي روابط في النفس.

ثمّ بعد هذه النظرة للنفس سلطان تصوّر هذه النسبة استقلالا مخرجة إيّاها عن مصداقيّة النسبة، مدخلة لها في قطار المعاني المستقلّة بالمفهوميّة غير القائمة بالطرفين و هي في هذا الحال ليست بنسبة بالحمل الشائع، و إن كانت نسبة بالحمل الذاتي فيتصوّر مفهوم الابتداء و الانتهاء و الاستعلاء و الظرفيّة إلى غير ذلك من مفاهيم النسب و الروابط، و إن كانت هي بأنفسها خارجة عن النسب و الروابط، و من أجله جاز أن يحكم عليها و بها، و احتاجت إلى رابط يربطها، فتقول: ابتدأت من أوّل القرآن، و انتهيت إلى آخره. فللنسب في النفس طوران من التحصّل: طور على نحو ما لها من التحصّل التبعي الخارجي، و أخر تحصّل استقلالي يجري عليها في طورها. هذا كلّ ما يجري على سائر المفاهيم المستقلّة.

إذا عرفت هذا فاعلم أنّ الروابط بما هي روابط لا تقع تحت اللحاظ و التوجّه، و لا في حيّز الحكم، و لا توصف بالكليّة و الجزئيّة، و لا تحت الوضع و الاستعمال اللذين هما ضربان من الحكم، و كلّ ما يكون لها، يكون لها تبع ذوات الربط.

و الوجه في ذلك واضح بعد التأمّل فيما قلناه سابقا، و تميّز المعاني الربطيّة عن المعاني‌

اسم الکتاب : الأصول في علم الأصول المؤلف : الإيرواني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست