العباسي حادثا خطيرا في تاريخ مصر، و في يوم الجمعة 18 من ذي القعدة سنة 358 ه دعا الخطيب لآل البيت و زاد في الخطبة: «اللهم صل على محمد المصطفى، و على علي المرتضى، و على فاطمة البتول، و على الحسن و الحسين سبطي الرسول الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، اللهم صل على الأئمة الراشدين آباء أمير المؤمنين الهادين المهديين» ... و في يوم الجمعة 8 جمادي الأولى 359 ه صلى جوهر بجامع ابن طولون و أذن المؤذنون: «حي على خير العمل» ..
أما الجامع الأزهر فقد كان أهم مركز للدعوة الفاطمية.
و لا ننسى أن نذكر أن جوهرا قد وضع أساس المدينة الجديدة «القاهرة المعزية» في الليلة التي دخل فيها مدينة الفسطاط، أي في 17 شعبان 358 ه- 17 يوليو 969 م و أقام فيها قصر الخليفة المعز، و وضع أساسه في اليوم التالي .. و تشمل القاهرة المعزية على ما رواه المقريزي أحياء: الجامع الأزهر و الجمالية و الحسينية و باب الشعرية و الموسكى و الغورية و باب الخلق، و قد أحيطت القاهرة بسور كبير من اللبن، و كانت بولاق هي ميناء القاهرة، و قد أصبحت بولاق بعد ذلك بمدة كبيرة مدينة تجارية منذ سنة 713 ه، عندما أمر الملك الناصر بعمارتها و بنى بها الدور على شاطىء النيل فسكنها الناس و عمروها. و قد جعل جوهر للقاهرة أربعة أبواب هي بابا زويلة و باب النصر و باب الفتوح.
و بعد ذلك رحل المعز من مدينته المنصورية [1]، و دخل القاهرة في 7 رمضان سنة 362 ه نصف يونيو 973 م، و ظل ملكا على مصر حتى توفي عام 365 ه، و توفي بعده جوهر بمدة كبيرة، و ذلك عام 381 ه (20/ 1 ابن خلكان).
[1] راجع الحديث عنها في كتاب «الموعظ و الاعتبار بذكر الخطط و الآثار» للمقريزي 1366 ج 1. و هذا الاسم أطلقه إسماعيل بن المنصور ثالث الخلفاء الفاطميين على مدينة «صبرة» و تتصل بالقيروان و قد بناها المنصور الفاطمي في سنة 337 ه و استوطنها و سماها المنصورية (ص 25 البكري).