responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأحاديث المشتركة حول الإمام المهدي المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 5

المقدّمة

لم تحظ قضية في الفكر و التراث الإنساني بمثل ما حظيت به قضية المنقذ العالمي «المهدي الموعود» الذي بشّر به الإسلام، و بشّرت به الأديان السماوية من قبل، من اهتمام مكثّف، و رعاية بالغة تجاهها.

و هي قضية إنسانية قبل أن تكون دينية أو إسلامية.

و ذلك لأنّها تمثّل تعبيرا دقيقا عن ضرورة تحقّق طموح الإنسانية جمعاء في الوصول إلى السعادة من خلال توفير الأمن و الرخاء العالمي، خاصّة و قد مرّت بتجارب طويلة، في ظلّ ظروف متفاوتة من الظلم و الجور، و القهر و الاستعباد، ما يجعلها تتّخذ كلّ الطرق لتحقيق ما تصبو إليه، فاستنفرت كلّ طاقاتها و قدراتها باتجاه متابعة كلّ تيّار حضاري، و التمسّك بأثواب كلّ داعية؛ اعتقادا منها بأنّه سيكون الكفيل بتحقيق آمالها، و إزالة همومها و آلامها.

غير أنّها لم تكد تطمئنّ، و تلقي بجرانها إليه حتّى تجد نفسها أمام منحدر ضحل، و حضارات هشّة عاجزة عن توفير أدنى ما يعينها على بلوغ مآربها، و تحقيق أبسط مطالبها.

فالإيمان بحتمية ظهور المصلح الديني العالمي، و إقامة دولة العدل المرتقبة في كلّ بقاع الأرض، باتت من الحاجات الإنسانية الملحّة المشتركة، و من النقاط البارزة بين جميع الأديان السماوية، و ليس الاختلاف فيما بينها إلاّ في تحديد «هوية» هذا المصلح الذي هو مكلّف بتحقيق أهداف و مبادئ جميع الأنبياء و الرسل، منذ زمان آدم عليه السّلام و حتّى خاتم الأنبياء و المرسلين صلّى اللّه عليه و اله.

و هذه الحقيقة من المسائل الواضحة التي أقرّ بها كلّ مع طالع أو درس عقيدة «المصلح العالمي» ، حتّى أولئك الذين أنكروا صحّتها أو شكّكوا فيها-كبعض المستشرقين-عادوا فاعترفوا بأنّها عقيدة

اسم الکتاب : الأحاديث المشتركة حول الإمام المهدي المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست