«الدجّال هو ابن صائد الذي ولد بالمدينة» . [1]

عن طريق أهل الإماميّة:

(443) كمال الدين: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق عنه، قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة، قال: حدّثنا الحسين بن معاذ، قال: حدّثنا قيس ابن حفص، قال: حدّثنا يونس بن أرقم، عن أبي سيار الشيباني، عن الضحّاك بن مزاحم، عن النزّال بن سبرة، قال: خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال: يا أمير المؤمنين، من الدجّال؟فقال:

«ألا إنّ الدجّال صائد بن الصيد» . [2]

الفصل الرابع أوصاف الدجّال الخلقيّة

عن طريق أهل السنّة:

(444) مسند الطيالسي: حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس: أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و اله قال:

[1] . الملاحم و الفتن: 149، و رواه البخاري 9: 133 بسنده إلى محمّد بن المنكدر قال: رأيت جابر بن عبد اللّه يحلف باللّه: أنّ ابن الصائد الدجّال، قلت: تحلف باللّه، قال: إنّي سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبيّ صلّى اللّه عليه و اله، فلم ينكره النبيّ صلّى اللّه عليه و اله. و رواه مسلم 4: 2243 ب 19 ح 2929 كما في رواية البخاري، و أبو داود 4: 120 ح 4330 بسند آخر عن ابن عمر أنّه كان يقول: «و اللّه ما أشكّ أنّ المسيح الدجّال ابن صياد» .

و ممّا يجدر ذكره هنا أنّه من الأحاديث الهامّة في مجال العقائد: هذه الأحاديث المعروفة بحديث ابن صياد و حديث تميم الداري أو الجسّاسة، التي تؤكّد أنّ الدجّال لعنه اللّه قد ولد منذ عصر النبيّ صلّى اللّه عليه و اله، و أنّه يبقى حيا يرزق إلى أن يخرج في آخر الزمان، و قد اختصّت بروايتها مصادر إخواننا أهل السنّة، و إذا صحّ ذلك فلا ينبغي أن يعاب أو يستهجن الاعتقاد بأنّ الامام المهدي عليه السّلام مولود و حيّ يرزق حتّى يأذن اللّه تعالى بظهوره. على أنّ في أحاديث ابن صياد و الجسّاسة مجالا للتدقيق و التحقيق كما سنرى في كلام المحدّث و الفقيه البيهقي، بينما الاعتقاد بوجود المهدي عليه السّلام لا يقبل عندنا الشكّ، لأنّ أحاديثه عندنا قطعيّة متواترة، بل هو من أصول المذهب الذي عرف الشيعة به من صدر الإسلام.

[1] . كمال الدين 2: 525-528 ب 47 ح 1.