قيمتها ومقاييسها المنطقية . ولهذا كان من الضروري دراسة هذا الرأي خلال البحث الفلسفي في ( نظرية المعرفة )وقد عرضنا في ( فلسفتنا ) لهذا الرأي في نظرة عابرة ، ونحن الآن نتوفّر على تطوير تلك النظرة إلى دراسة مفصّلة لهذا الرأي في الطبعة الثانية من كتاب ( فلسفتنا ) . ولأجل هذا ، فسوف نترك إليه مهمّة البحث المستوعِب لرأي الماركسية في الفكر ، غير أنّ هذا لا يمنعنا عن دراسته ونقده في الحدود التي يتّسع لها البحث في هذا الكتاب .
ولكي نشرح رأي الماركسية بشكل واضح نركّز الحديث على المظاهر الرئيسية في الحياة العقلية ، وهي : الأفكار الدينية ، والفلسفية ، والعلمية ، والاجتماعية .
وقبل أن نتناول التفاصيل نودّ أن نسجّل نصاً لأنجلز ، كتبه بصدد عرض رأي الماركسية الذي ندرسه . فقد قال في رسالته إلى فرا مهرنج :
( إنّ الايدولوجيا عملية يقوم بها المفكّر عن وعي وشعور من جانبه ، ولكنّه شعور باطل حقاً . فالبواعث الحقيقة التي تدفعه تظلّ غير معروفة له ، وإلاّ لمّا كانت عمليةً إيديولوجية مطلقاً . ومن هنا تراه يتخيّل دوافع باطلة أو ظاهرية ... دون تمحيص أو بحث عن عملية أخرى أبعد مستقلّة عن الفكر ) [1] .
ويريد أنجلز بهذا، أن يبرّر جهل المفكرين جميعاً بالأسباب الحقيقية التي خلقت لهم أفكارهم ولم يُتح اكتشافها إلاّ للمادّية التأريخية . فلم يكن يعني