يعتبر علم أصول الفقه من أهم العلوم الشرعية التي وضعها العلماء المسلمون دون أن يتأثروا بتجارب مماثلة سابقة، و دون أن يحذوا حذو محاولات متقدمة.
و من هنا كان علم أصول الفقه علما إسلاميا خالصا.
و كان عامل وضعه هو حاجة المسلمين إلى استفادة الأحكام الشرعية العملية (أو الفرعية) من أدلتها عن طريق وسيلة الإجتهاد.
و قد حاولت جهدي أن أطلع على منهج خاص به مدوّن فيما لديّ من مراجع في الدراسات الأصولية، و ما لديّ من مؤلفات في المناهج و طرق البحث، فلم أوفق لذلك.
فرأيتني-و الحالة هذه-لا طريق أمامي للوصول إلى وضع منهج للبحث الأصولي إلاّ محاولة استخلاصه من عموميات الدرس الأصولي في ضوء الخطوط العامة للمناهج الخاصة التي تكفلت بعرضها و دراستها مدونات علم المناهج.
و تمهيدا للوصول إلى هذا لا بد من وضع هيكل عام أو تصور شامل لواقع البحث الأصولي في هدفه و مادته و خطواته و ما اعتمده في تجاربه العلمية على أيدي الباحثين فيه من مناهج عامة. غ