responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اصول البحث المؤلف : الفضلي، الشيخ عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 36

إن كلها مفاهيم انتزاعية يبتكرها الذهن على ضوء المعاني المحسوسة.

فنحن نحس-مثلا-بغليان الماء حين تبلغ درجة حرارته مائة، و قد يتكرر إحساسنا بهاتين الظاهرتين-ظاهرتي الغليان و الحرارة-آلاف المرات و لا نحس بعلية الحرارة للغليان مطلقا، و إنما الذهن هو الذي ينتزع مفهوم العلية من الظاهرتين اللتين يقدمهما الحس إلى مجال التصور» [1]

هذه النظرية-في واقعها-جاءت لتبيان مدى علاقة العقل بالحس، و أن الأمر ليس كما يذهب إليه الحسيون من الفلاسفة القدامى و التجريبيون من الفلاسفة المحدثين من أن الحس هو المصدر الوحيد للمعرفة البشرية، و إنما هناك الأفكار الفطرية و البسيطة التي يولد العقل مزودا بها، و هناك الأفكار الغيبية التي تأتي عن طريق الوحي أو الإلهام.

و تفسير ما يعنيه (كنت) و تعنيه النظرية الإنتزاعية فسلجيا: هو أن الحواس تقوم بوظيفة نقل المعلومات إلى الذهن، و يقوم الذهن بوظيفة جمعها و تخزينها، ثم يأتي دور العقل فيقوم بوظيفة التجريد و التصنيف و التحليل و التنظيم و التقعيد.

و من جميع ما تقدم ندرك انتظام العقل في سلسلة مصادر المعرفة و مدى أهميته في مصافها.

الحس‌

Sense

:

لم يك الإدراك بإحدى الحواس من المعاني التي أدرجها المعجم العربي القديم في قائمة الحس.

ففي (لسان العرب) [2] : «حس الشي‌ء يحس حسا و حسا و حسيسا، و أحس به و أحسه: شعر به.

و يقال: حست الشي‌ء إذا علمته و عرفته» .


[1] م. ن.

[2] مادة (حسس) .

اسم الکتاب : اصول البحث المؤلف : الفضلي، الشيخ عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست