و يتخذ هذا الكشف صورا شتى نظّمها المتكلمون في مراتب مختلفة كالرؤيا الصادقة، و الإتصال بجبريل في صورة رجل عادي.
2- يذهب فلاسفة الإسلام إلى أن الوحي اتصال النفس الإنسانية بالنفوس الفلكية اتصالا روحيا فترتسم فيها صور الحوادث و تطلع على عالم الغيب.
و للأنبياء استعداد خاص لهذا الإتصال.
و قد يدركه الولي و العارف في درجات أدنى، و هذا ما يسمى بالإلهام.
3- فسر محمد عبده الوحي تفسيرا قريبا من هذا، و قرر أنه عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من عند اللّه بواسطة أو بغير واسطة» [1] .
و أخيرا استقرت كلمة (الوحي) مصطلحا علميا شرعيا يراد به:
أ- جبرائيل وسيطا في نقل ما يؤمر بنقله من اللّه تعالى إلى الأنبياء.
ب- ما يتلقاه الأنبياء من علم من عالم الغيب، و يتمثل في شريعتنا في القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة.
فالوحي-على هذا-مصدر من مصادر المعرفة، و بخاصة فيما يتعلق بالغيبيات و عالم الغيب.
الإلهام
Inspiration
:
قال الراغب الأصفهاني: «الإلهام: إلقاء الشيء في الرّوع.
و يختص ذلك بما كان من جهة اللّه تعالى و جهة الملأ الأعلى، قال تعالى: فَأَلْهَمَهََا فُجُورَهََا وَ تَقْوََاهََا [2] ... » [3] .
و الرّوع-لغة-: القلب و الذهن و العقل.
[1] مادة: الوحي.
[2] سورة الشمس 8.
[3] المفردات 455.