responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اصول البحث المؤلف : الفضلي، الشيخ عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 223

الإستدلال بسيرة الصحابة:

و كما استدلوا بالعقل فقد استدلوا عليها بسيرة الصحابة، و مما جاء في دليلهم: «أن أصحاب رسول اللّه لما طرأت لهم بعد وفاته حوادث وجدت لهم طوارى‌ء شرعوا لها ما رأوا أن فيه تحقيق المصلحة، و ما وقفوا عن التشريع لأن المصلحة ما قام دليل من الشارع على اعتبارها، بل اعتبروا أن ما يجلب النفع أو يدفع الضرر حسبما أدركته عقولهم هو المصلحة، و اعتبروه كافيا لأن يبنوا عليه التشريع و الأحكام، فأبو بكر جمع القرآن في مجموعة واحدة، و حارب مانعي الزكاة، و درأ القصاص عن خالد بن الوليد، و عمر أوقع الطلاق الثلاث بكلمة واحدة و وقف تنفيذ حد السرقة في عام المجاعة، و قتل الجماعة في الواحد؛ و عثمان جدد أذانا ثانيا لصلاة الجمعة [1] ...

الخ» .

و الغريب أن تنزل هذه التصرفات و أمثالها على القياس تارة و الإستحسان أخرى و المصالح ثالثة، و تعتبر على ألسنة البعض أدلة عليها، و ما أدري هل تتسع الواقعة الواحدة لمختلف هذه الأدلة مع تباينها مفهوما أم ماذا؟!

و مهما يكن فإن النقاش في هذا النوع من الإستدلال واقع صغرى و كبرى.

أما الصغرى فلعدم إمكان تكوين سيرة لهم من مجرد نقل أحداث عن أفراد منهم يمكن أن تنزل على هذا الدليل أو ذاك، و من شرائط السيرة أن يصدر المجموع عنها في سلوكهم الخاص، و كذلك لو أريد من هذا الدليل إجماعهم السكوتي على ذلك بالتقريب الذي ذكروه بالقياس، و الذي عرفت- فيما سبق-مناقشته.

أما إذا أريد الإستدلال بتصرفاتهم الفردية فهي لا تصلح للدليلية على أي حال لعدم الإيمان بعصمتهم أولا، و اجتهادهم لا يتجاوز في حجيته أنفسهم


[1] مصادر التشريع، ص 75.

غ

اسم الکتاب : اصول البحث المؤلف : الفضلي، الشيخ عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست