4- و لأن الكر في عصر صدور النصوص كان مما تعم به البلوى و كثرة حاجة الناس إليه يأتي التقدير بالحجم هو التكليف الملائم لطبيعة يسر الشريعة الإسلامية.
ذلك أن الوزن لا يتيسر إلا في حالات و ظروف خاصة، بينما القياس بـ (الشبر) متيسر لكل أحد، و بخاصة أن النصوص لم تنص على الحجم و أناطت التكليف بالتقدير بالذراع و الشبر.
و يتجلى هذا واضحا في مثل الغدران و الحفر التي تتجمع فيها المياه، و كانت-آنذاك-مما يبتلي بها الناس بكثرة حيث كان قطع الطرق في الأسفار يأخذ الأيام و الشهور من وقت الإنسان، و ليس أمامه في الكثير من مدة السفر إلاّ مياه الغدران و الحفر و المصانع.
و من هنا يكون الوزن إمارة على التقدير بالحجم.
و التفاوت اليسير مغتفر-كما أسلفت لما ذكرته من سبب.
5- و لأن في التقدير بالأشبار يسرا لا يوجد في التقدير بالمقاييس المعروفة