responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 75

ثم رفع سليمان إلى مجلسه، فلما بصر به قام على رجليه و تنحى له من مجلسه حتى جلس فيه فأخذ الخاتم و وضعه في يده فثبت.

و حدثه آصف بما عمل في تلك الأيام التي غاب فيها فدعا سليمان ربّه و ناجاه و قال يا ربّ أتخوّف ان يعلم بنو اسرائيل بما كان مني فتنقص منزلتي عندهم «ف هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ»، فاعطي زيادة في ملكه و سخّر اللّه له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ثم أوحى إليه في تلك الحال‌ «هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ» ثم أثنى اللّه عليه عند أهل مملكته و عالمه ان له عندنا لزلفى و حسن مآب، و كان إذا أراد الركوب أمر بجمع العسكر و ضربت له الخشب ثم جعل عليه الناس و الدواب و آلة الحرب كلّها حتى اذا حمل على ذلك الخشب كلّ ما يريد أمر الريح فدخلت تحت الخشب و حملته حتى ينتهي به الى حيث يريد.

و روي انّه خرج في وقت من الأوقات من بيت المقدس على هذه السبيل عن يمينه ثلاثمائة كرسي عليها الانس و عن يساره ثلاثمائة ألف كرسي عليها الجن و أمر الطير فأظلتهم و الريح تحملهم حتى ورد (المدائن) من يومه ثم رجع فبات ب (اصطخر) ثم غدا فانتهى الى (جزيرة كاوان) ثم أمر الريح أن تحفظهم حتى كادت أقدامهم تلحق الماء فقال بعضهم لبعض هل رأيتم ملكا أعظم من هذا؟.

فروي انّه مر برجل حراث من بني اسرائيل فلما رأى الرجل ذلك الملك قال: الحمد للّه لقد أوتي آل داود ملكا عظيما.

فألقت الريح الكلام في اذن سليمان فمال إليه فلما رآه فزع فقال له: سليمان أي شي‌ء قلت؟

فجحد ما قاله. فلم يزل به الى أن قال: قلت: الحمد للّه أكثر ممّا أوتي داود آل داود.

و كان لسليمان ثلاثمائة زوجة مهيرة و سبعمائة سرية و ملك مشارق الأرض و مغاربها و ملك سبعمائة سنة و ست عشرة سنة و ستة أشهر و لم يزل يدبر أمر اللّه جل و عز فلما حضرت وفاته أوحى اللّه إليه ان يجعل وصيّه و المواريث و النور و الحكمة الى (آصف بن برخيا) فأوصى و سلّم إليه ذلك و مضى (عليه السّلام) و كان في قبّة زجاج فكان من قصته ما نبأنا

اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست