responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 47

عشر ذكرا.

و غلب العيص أخوه على بيت المقدس و الملك الجبّار في ذلك الوقت (فيتساد) ملك مائة سنة و هو أوّل من قطع القطائع بغير حقّ فصارت سنة للظالمين إلى هذا الوقت و أخذ من الناس الخراج.

و خرج يعقوب (عليه السّلام) يريد بيت المقدس و اتصل الخبر بأخيه العيص فخرج بجميع جيشه يستقبله ليقتله و بلغ يعقوب فأهدى إليه هدية يتألّفه بها و كتب إليه كتابا وقع على عنوانه: عبدك يعقوب.

فلما قرأ العيص كتابه عطف عليه و فرّق جيشه عن نفسه فلما قرب منه جمع يعقوب (عليه السّلام) أولاده حوله خوفا منه و أمرهم إذا قرب منه العيص أن يمنعوه من الدنو منه و كانوا أولي قوّة و بأس شديد فلما قرب منه منعه الأسباط من التقدّم إليه.

و روي ان العيص كان قد صمّم إذا سلم عليه أخوه يعقوب أن يعتنقه ثم يقرص حلقه فيقتله فقالوا له تنح عن نبي اللّه، فارتاع العيص لذلك.

و دخل يعقوب بيت المقدس و قام يصلّي و حوله الأسباط الاثنا عشر و المؤمنون، و العيص ناحية يراهم. فلما جنّ عليه الليل كشف له عن بصيرته فرأى العيص و نظر الى الملائكة الليل كلّهم ينزلون من السماء و يصعدون و يسلّمون على يعقوب و يسبّحون و يهللون و يقدّسون، فاغتاظ لذلك و علم انّه لا طاقة له به و حسده.

فاستأذنه العيص في التنحي عنه فاذن له، فعبر مع ولده البحر فأقام هناك، و ولده الأصغر عملاق. فالأصغر أبو الأشراف من الروم و عملاق أبو العمالقة الذين قاتلهم يوشع ابن نون (عليه السّلام).

و رأى يوسف (عليه السّلام) الرؤيا فقصّها على أبيه و كان من حديثه ما أخبر اللّه عز و جل به في كتابه و جاءت به الروايات من قصّته مع اخوته الأسباط. و حزن يعقوب حتى ابيضت عيناه و تقوّس ظهره فروي عن العالم (عليه السّلام) انّه يعلم ان يوسف باق لم يأكله الذئب فقال:

كان يعلم بجميع أمره. فقيل له: فمن أي شي‌ء كان حزنه؟ فقال: من خوف البداء فيما وعده اللّه به من الجمع فيما بينه و بين يوسف.

اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست