responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 44

يأتي بعد ذلك زائرا فأتاه يوما لم يصادفه فجمع أولاد إسماعيل و زوجته الجرهمية و دعا لهم و برّهم فلما رأت المرأة ذلك سألته النزول عندهم و الغداء معهم فأبى. فسألته شرب اللبن ففعل. و استأذنته في غسل رأسه و هو على راحلته و قرّبت الجرهمية إليه حجرا فوضع إحدى رجليه عليه و دلت رأسه فغسلت إحدى شقيّه و ألان اللّه ذلك الحجر تحت قدمه حتى غاصت قدمه فيه ثم دارت الحجر إلى الجانب الآخر فغسلت الشقّ الآخر من رأسه و شعره و انغمست قدمه اليسرى في الحجر فهو المقام.

و رجع (عليه السّلام) الى الشام. فلما قربت وفاته قالت له سارة: قد كبرت و قرب أجلك و زيد في عمرك فتعبد و أنت خليل الرحمن فسأل اللّه أن ينسي في أجلك و يزيد في عمرك فتعيش معنا فسأل إبراهيم ربّه فأوحى اللّه إليه قد أجبتك إلى ما سألت و لن أتوفاك حتى تسألني ذلك فأخبر إبراهيم سارة بذلك فقالت: أشكر اللّه و اعمل طعاما تدعو إليه المؤمنين.

فعمل طعاما و جمع الناس للأكل. و كان فيمن أتاه رجل كبير السن مكفوف. فلما جلس تناول من الطعام و أهوى به الى فيه فجعلت يده ترتعش و تذهب يمينا و شمالا من ضعفه ثم أهوى بيده الى جبهته مرّة و إلى عينه مرّة من الكبر و الضعف.

فلما رأى إبراهيم ذلك قال: اللّهم توفني في الأجل الذي كتبته لي في الزيادة عليه.

و روي انّه سمّي خليل اللّه لرفقه بالمساكين و محبته لهم و انّه لم يكن يأكل طعاما إلّا معهم فحضر طعامه يوما و ليس عنده أحد منهم فخرج يلتمس من يأكل معه فلم يجد إلّا رجلا مذموما منقطعا [مصابا] بالجذام و كان فيه (عليه السّلام) تعزز؛ فدعاه إلى طعامه و احتمل ما دخل نفسه من أمره و كان طعامه اللبن. فجعل الرجل يأكل منه فإذا أخرج يده من الصحنة بقي أثر أصابعه في اللبن. فجعل ابراهيم يلسع موضع أصابعه فيأكله.

فلما فرغ من الأكل كشف عن الرجل الغطا فإذا هو جبرئيل (عليه السّلام) و الطعام الذي يرى أنّه يأكله موضوع في إناء تحته فقال له: ان اللّه جل و عز يقرأ عليك السلام و يقول لك: قد اتّخذتك خليلا برحمتك للضعفاء المساكين.

و كان عمره فيما روي مائة و خمسا و سبعين سنة.

اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست