responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 36

فأحضر الملك الآخر فسأله فجحد و ألحّ عليه فأقام على الجحود فقال المذيع للملك:

وجّه معي بجماعة حتى أتاك به فان لم أفعل افعلن بي ما تشاء. ففعل الملك ذلك و حبس الرجل المنكر فرجع المذيع و الجماعة فأخبروا أنّهم لم يصادفوا أحدا. فأطلق الملك الرجل المنكر و صلب المذيع.

ثم عمل أهل تلك البلدة بالمعاصي فأمرني اللّه أن أقلب تلك المدينة على أهلها فرفعتها حتى صارت في الهواء ثم قلبتها فلما صارت على وجه الأرض خرج منها رجل و امرأة و ساخت المدينة بأهلها فكان الرجل الذي كتم على الخضر و المرأة التي كتمت عليه فاجتمعا و حدّث كلّ واحد منهما صاحبه بأمره فتزوّجها الرجل و أولدها أولادا و احتاجا إلى خدمة الناس فاتصلت المرأة بابنة الملك فبينما هي ذات يوم تسرّح رأسها سقط المشط من يدها فقالت «تعس من كفر باللّه» فأخبرت ابنة الملك أباها بما قالت فدعا المرأة فأقرّت له بقولها، فأحضر زوجها و أولادها فاستتابهم و دعاهم إلى دينه فأبوا عليه، فغلى لهم الزيت ثم كان يطرح فيه واحدا بعد واحد و هم مقيمون على أمرهم، فلما بلغ إليها قال لها قبل أن يطرحها: هل لك من حاجة؟ قالت: نعم تحفر لجماعتنا حفيرة و تأمر بدفننا فيها ففعل.

فرائحة تلك الحفيرة يفوح منها المسك إلى يوم القيامة.

ثم كان من قصّة الخضر مع موسى (عليهما السّلام) ما هو مبيّن في موضعه. و كان ملك ذي القرنين خمسمائة عام ثم ملك بعده منوشهر مائة و ست و عشرين سنة و هو الذي كرى الفرات يعني حفره و اتخذ الأساورة و الزي و السلاح و الضياع و البساتين و كان زمانه زمان صلاح و لين.

فلما حضرت ارفخشد النبيّ المغمور الصامت (عليه السّلام) الوفاة أوحى اللّه جل و عز إليه أن يستودع أمر اللّه و نوره ابنه شالح فدعاه و أوصى إليه بما كان أبوه أوصاه به و سلّم إليه ما في يده.

فقام شالح (عليه السّلام) بأمر اللّه عز و جل‌

و معه المؤمنون و سلك سبيل آبائه و جرى مجراهم‌

اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست