responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 19

و روي أنه سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض من عذبها و مالحها و مرّها و منتنها فجعلت الملوحة في العينين و لو لا ذلك لذابتا و جعلت المرارة في الأذنين و لو لا ذلك لدخلها الهوام و جعل النتن في الانف ليجد الانسان الروايح الطيبة و جعلت العذوبة في الفم ليجد به لذة المطعم و المشرب.

و لما خلق اللّه تعالى آدم (عليه السّلام) و نفخ فيه الروح و أمر بالسجود له و انما كان السجود للّه تبارك و تعالى و الطاعة لآدم (عليه السّلام) و امتنع ابليس حسدا له و طغيانا و قال‌ «خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ»*.

و أخطأ إبليس اللعين في القياس لان الطين الذي خلق منه آدم أنور من النار لأن النار من الشجر و الشجر من الطين.

ثم قال ابليس: يا رب اعفني من السجود لآدم حتى أعبدك عبادة لم يعبدك بها أحد.

فأوحى اللّه تعالى: لست أقبل شيئا من عبادتك الا الطاعة لآدم.

فأبى ابليس اللعين ذلك، فلعنه اللّه و غضب عليه و أمر الملائكة بإخراجه ثم قال له‌ «وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى‌ يَوْمِ الدِّينِ» «قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى‌ يَوْمِ يُبْعَثُونَ» «قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى‌ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ».

فسئل العالم عن السبب في اجابته الى الإنظار. فقال له: انه لما هبط الى الأرض تحكّم فيها و غيّر و بدل، فغضب اللّه عليه فسجد أربعة آلاف سنة سجدة واحدة فجعل اللّه تلك السجدة سببا للاجابة للنظرة الى قيام صاحب الامر (عليه السّلام) و هو يوم الوقت المعلوم.

قال: فقال اللعين‌ «فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ» فروي أنه لا سلطان لابليس على المؤمنين في اخراجهم من ولاية أمير المؤمنين (عليه السّلام) الى ولاية الجبت و الطاغوت، و له عليهم سلطان فيما سوى ذلك.

و روي ان رجلا سأل العالم (عليه السّلام) عن قول اللّه عز و جل‌ «وَ تِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ» فقال: ما زال مذ خلق اللّه آدم في كل زمان دولتين دولة للّه جل و عز و هي دولة الأنبياء و الاوصياء، و دولة لابليس. فاذا كانت الدولة للانبياء و الاوصياء عبد اللّه نبيّه في الظاهر، و اذا كانت دولة ابليس (لعنه اللّه) عبد اللّه في السر.

اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست