responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 17

فلا يجمع هذه الخصال كلها التي هي جنود العقل الا نبي أو وصي نبي أو مؤمن قد امتحن اللّه قلبه للايمان، فاما ساير المؤمنين فلا يخلو احدهم من بعض هذه الجنود للخير حتى اذا استكمل وصفا من جنود الجهل كان في الدرجة العليا مع الأنبياء. تدرك معرفة العقل و جنوده بمجانبة الجهل و جنوده.

بدء الخليقة

و روي ان اللّه جل و علا خلق الجن و النسناس و أسكنهم الارض فسفكوا الدماء و غيّروا و بدلوا فأهبط اللّه إبليس اللعين في جند من الملائكة و كان اسمه عزازيل فأبادوا الجن و النسناس الى اطراف الارض و سكن ابليس و من معه العمران و كان يحكم بين أهل الارض و يتشبه بالملائكة، و لم يكن منهم، و يظهر الطاعة للّه عز و جل و يبطن المعصية، ثم لعنه اللّه، و أظهر معصية اللّه و حكم بخلاف ما أمر اللّه و غيّر و بدل فلما اراد- جل و علا- أن يخلق آدم (صلّى اللّه عليه) و ذلك بعد أن مضى للجن و النسناس سبعة آلاف سنة و بعد ان مضى لابليس (لعنه اللّه) حين من الدهر كشف عن اطباق السماوات ثم قال للملائكة انظروا الى أهل الارض من خلقي.

فلما رأى الملائكة الفساد في الارض و سفك الدماء عظم ذلك عليهم، فأوحى اللّه إليهم‌ «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» يكون حجة لي على من في ارضي على خلقي.

فقالت الملائكة «أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ» فقالوا اجعله منا فانا لا نفسد في الأرض و لا نسفك الدماء. فقال: «إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ» اني اريد ان أخلق خلقا بيدي و أجعل من ذريته انبياء مرسلين و عبادا أئمة مهديين أجعلهم خلفاء على خلقي و حججا ينهونهم عن معصيتي و ينذرونهم من عذابي و يهدونهم الى طاعتي و يسلكون بهم الى سبيلي و ابتر النسناس عن أرضي و أهل مردة الجن العصاة عن بريتي و خلقي و أسكنهم في الهواء و في أقطار الأرض و أجعل بين الخلق و بين الجن حجابا فلا يرى نسل خلقي الجن و لا يجالسونهم.

فقالت الملائكة: «لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ».

اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست