responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 122

الهجرة و المبيت‌

و اجتمعت قريش في دار الندوة يأتمرون في قتله، فاتاهم إبليس في صورة شيخ من مضر فاستقرت آراؤهم بمشورة اللعين أن يخرج كلّ بطن منهم رجلا بأسيافهم فيضربوه ضربة رجل واحد و ذلك في السنة التي توفي فيها أبو طالب و توفيت خديجة (عليها السّلام).

فأخبر اللّه رسوله بذلك و أمره بالخروج عن مكّة الى المدينة و ان ينوم أمير المؤمنين (عليه السّلام) على فراشه، ففعل.

و كان من قصته في خروجه و حديث الغار و هجرته الى المدينة ما رواه الناس، فروي ان اللّه جل و تعالى و اخى بين ملائكته المقربين، فواخى بين جبرئيل و ميكائيل ثم أوحى إليهما: ان كتبت على أحدكما نائبة أو محنة عظيمة هل فيكما من يقي أخاه بنفسه؟.

فقالا: نعم يا ربّ.

فأوحى اللّه إليهما: ان كتبت على أحدكما الموت قبل أخيه، هل فيكما من يبذل مهجته و يفدي أخاه بنفسه؟.

قالا: لا يا رب.

فأوحى اللّه إليهم: اهبطا الى الأرض فانظرا.

فهبطا فوجدا أمير المؤمنين (عليه السّلام) نائما على فراش رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قد وقاه بنفسه من المشركين. فقالا: بخ! بخ! هذه المواساة بالنفس.

و كان من حديث هجرة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الى المدينة ما كان. و دخل مسجد قبا و اجتمع إليه جمع من المسلمين ثم ركب راحلته (عليه السّلام) متوجها الى المدينة فاستقبله الأنصار و قالوا:

هلم إلينا يا رسول اللّه الى العدّة و العدد و النصر و المواساة.

و جعلوا يتعلقون بزمام ناقته فقال (عليه السّلام): خلّوا عنها فانّها مأمورة.

حتى انتهت الى اسطوانة الخلوق فأمر باحضار الحجارة ثم نصبها في قبلة المسجد.

و روي ان هجرته كانت في شهر ربيع الأول.

اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست