السيّد علي بن أحمد العقيقي - فإنّ ابن داود لم يذكرها لا بترجمة سليم ولا بترجمة أبان ، من كتابه في الرجال . وأمّا نسبة ذلك القول إلى القيرواني ، والاحتجاج به ، فموقوفة على وثاقة القيرواني ، وكونه من علماء أهل الحق ، ثمّ التصريح باسم الكتاب المنقول عنه . . . مع أنّه ليس من علماء الشيعة المشاهير ، وليست له ترجمة في كتب الرجال ، ولا نقل عنه في مسألتنا هذه في كتاب من كتبنا . . . نعم ، له ذكر في كتب أهل السنّة ، وقد نقل عنه الحافظ السهيلي الوجه في اسم ذي القرنين في كتابه ( الروض الأنف ) [1] . وأمّا السيّد العقيقي ، فقد قال العلاّمة الحلّي في ( الخلاصة ) : « قال السيّد علي بن أحمد العقيقي : كان سليم بن قيس من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، طلبه الحجاج ليقتله ، فهرب وآوى إلى أبان بن أبي عياش ، فلمّا حضرته الوفاة قال لأبان : إنّك لك علَيَّ حقّاً ، وقد حضرني الموت ، يا ابن أخي ، إنّه كان من الأمر بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كيت وكيت ، وأعطاه كتاباً ، فلم يرو عن سليم بن قيس أحد من الناس سوى أبان » [2] . ومن العجيب ذكره قصد سليم إحراق الكتاب لغرض التعريض بسليم ، لأنّ سليماً إنْ كان قد قصد ذلك ولم يفعله ، فقد فعل ذلك أبو بكر بن أبي قحافة ! ! لرواية القوم كلّهم أنّه قد أحرق ما جمعه من الحديث
[1] الروض الانف 3 : 178 . [2] خلاصة الأقوال : 83 ، ترجمة سليم بن قيس .