ويحيى بن معين يقول في جارية : صلّى الله عليك ! قال ابن الجوزي في ( تلبيس إبليس ) : « وجاء محمّد بن طاهر المقدسي فصنّف لهم - أي للصوفيّة - صفة التصوّف ، فذكر فيه أشياء يستحيي العاقل من ذكرها ، وسنذكر منها ما يصلح ذكره في مواضعه إن شاء الله تعالى . وكان شيخنا أبو الفضل ابن ناصر الحافظ يقول : كان ابن طاهر يذهب مذهب الإباحة ، قال : وقد صنّف كتاباً في جواز النظر إلى المرد ، وأورد فيه حكاية عن يحيى بن معين : رأيت جاريةً بمصر مليحة صلّى الله عليها ، فقيل له : تصلّي عليها ؟ ! فقال : صلّى الله عليها وعلى كلّ مليح » [1] . لكنّ محمّد بن طاهر المقدسي عندهم من كبار الحفّاظ ، وقد أثنوا عليه بالغ الثناء . . . [2] فلماذا هذا التناقض ؟ على أنّ صلاة يحيى بن معين هذه رواها سائر الأكابر أيضاً ، ففي ( تهذيب الكمال ) : « قال الحسين بن محمّد : سمعت يحيى بن معين ، وذكر عنده حسن الجواري ، قال : كنت بمصر فرأيت جاريةً بيعت بألف دينار ما رأيت أحسن منها صلّى الله عليها . فقلت : يا أبا زكريا ! مثلك يقول هذا ؟ قال : نعم ، صلّى الله عليها وعلى كلّ مليح » [3] .
[1] تلبيس إبليس : 190 . [2] انظر : سير أعلام النبلاء 19 / 361 ومصادر ترجمته في الهامش . [3] تهذيب الكمال في أسماء الرجال : 561 / 6926 .