إلاّ قليلاً ) ، وليس ببدع ولا مستغرب تعمير بعض عباد الله المخلصين ولا امتداد عمره إلى حين ، فقد مدّ الله سبحانه وتعالى أعمار جمع كثير من خلقه من أصفيائه وأوليائه ومن مطروديه وأعدائه . فمن الأصفياء عيسى عليه السلام ومنهم الخضر عليه السلام ، وخلق آخرون من الأنبياء عليهم السلام طالت أعمارهم حتّى جاز كلّ واحد منهم ألف سنة أو قاربها كنوح عليه السلام وغيره . وأمّا من الأعداء المطرودين فإبليس وكذلك الدجّال ومن غيرهم كعاد الاُولى كان فيهم مَنْ عمره ما يقارب الألف ، وكذلك لقمان صاحب البلا ، وكلّ هذا لبيان اتّساع القدرة الربانيّة في تعمير بعض خلقه ، فأيّ مانع يمنع من امتداد عمر الخلف الصالح إلى أن يظهر فيعمل ما حكم الله تعالى له به . وحيث وصل الكلام إلى هذا المقام وانتهى جريان القلم بما خطّه من هذه الأقسام الوسام ، فلنختمه بالحمد لله ربّ العالمين فإنّها كلمة مباركة جعلها الله سبحانه وتعالى آخر دعوى أهل جنانه وخصّها بمن اجتباه من خلقه وكساه ملابس رضوانه » [1] . ترجمة ابن طلحة الشافعي هو : أبو سالم محمّد بن طلحة بن محمّد القرشي العدوي الشافعي المتوفّى سنة 652 ، ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء 23 / 293 ووصفه بالعلاّمة الأوحد ، برع في المذهب وأصوله وشارك في فنون ، ولكنّه دخل في