اسم الکتاب : اختيار مصباح السالكين المؤلف : البحراني، ابن ميثم الجزء : 1 صفحة : 105
قدمك ، ارم ببصرك أقصى القوم ، وغضّ بصرك ، واعلم أنّ النّصر من عند اللَّه سبحانه . اقول : اشار الى آداب الحرب فنهى عن الفرار واكَّده ، والتقدير لو زالت الجبال لا تزل ، وهى نهى على تقدير أمر محال ، وذلك مستلزم النهى على كل حال بطريق الاولى . والناجذ : السّن بين الناب والضرس ، وللعّض عليه فائدتان ، احداهما ربط الجأش وتماسك اجزاء البدن المتجزّية . والثّانية تصلَّب عضل الرأس فيقاوم [1] ما عساه يقع من الضرب فيه . واستعار وصف اعارة جمجمته للَّه ، قال : ومن ذلك تثبيت لمحمّد رضى اللَّه عنه ، واشعار له بانّه لا يقتل في ذلك الحرب . وتد في الأرض قدمك ، اى : اجعله كالوتد في الثّبات . وفائدة رميه ببصره اقصى القوم : ان يعلم على ما ذا يقدم . وغضّ بصره بعد ذلك : ليكون علامة للسكينة ولانّ ادامة النّظر الى وقوع السّيوف مظنّة الرهبة وربّما خيف على البصر وبرهان علمه بانّ النصر من اللَّه قوله تعالى : * ( ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) * [2] ) ونحوه . 12 - ومن كلام له عليه السّلام لمّا أظفره اللَّه بأصحاب الجمل ، وقد قال له بعض أصحابه : وددت أنّ أخى فلانا كان شاهدنا ليرى ما نصرك اللَّه به على أعدائك فقال له عليه السّلام : أهوى أخيك معنا فقال : نعم . قال : فقد شهدنا ولقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرّجال وأرحام النساء ، سيرعف بهم الزّمان ، ويقوى بهم الايمان اقول : أراد بالحضور : الحضور القوّى ، او انّ محبّته قائمة مقام حضوره ، والشّهود : من كان