وعالج جانب الكفران : بما وضعه للإنتاج من مفاهيم وأحكام . وهذا ما سنشرحه فيما يلي ، بالمقدار الذي يتصل بالسبب الأول من المشكلة الاجتماعية في نظر الإسلام ، وهو الظلم في مجالات التوزيع والتداول . وأما موقف الإسلام من السبب الثاني وهو كفران النعمة ، فسوف نتناوله بالدرس . بحث مقبل [1] ، أعددناه لعرض موقف الإسلام من الإنتاج وأحكامه ومفاهيمه عنه . جهاز التوزيع فبالنسبة إلى مجالات التوزيع منيت الانسانية على مر التاريخ بألوان من الظلم ، لقيام التوزيع تارة : على أساس فردي بحت ، وأخرى على أساس لا فردي خالص . فكان الأول تعدياً على حقوق الجماعة وكان الثاني بخساً لحقوق الفرد . وقد وضع الغلام جهاز التوزيع للمجتمع الإسلامي بالشكل الذي تلتقي فيه حقوق الفرد بحقوق الجماعة . فلم يحل بين الفرد وحقه واشباع ميوله الطبيعية ، كما لم يسلب الجماعة كرامتها ولم يهدد حياتها ، وبذلك امتاز عن أجهزة التوزيع في الإسلام يتكون من أداتين رئيسيتين ، وهما : العمل والحاجة . ولكل من الأداتين دورهما الفعال في الحقل العام للثروة الاجتماعية . وسوف نتناول كلاً من الأداتين بالدرس ، لنعرف دورها الذي تؤديه في مجال التوزيع ، مع المقارنة بين مكانة العمل والحاجة في جهاز التوزيع الإسلامي للثروة ، ومكانتهما في التصاميم والنظريات الأخرى للتوزيع ، التي تقوم على أسس شيوعية واشتراكية ورأسمالية . دور العمل في التوزيع لكي نعرف دور العمل في التوزيع ، يجب أن ندرس الصلة الاجتماعية بين العمل
[1] وسائل الإسلام في تنمية الإنتاج ص 617 من الكتاب .