responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اقتصادنا المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 152


ثم لماذا يجد الإنسان الحديث ، المتعة والسحر في روائع اليونان الفنية مثلاً ، ولا يجد هذه المتعة والسحر في استعراض بقية ظواهر حياتهم ، من أفكار وعادات ومفاهيم بدائية ، مع أنها جميعاً تمثل طفولة النوع البشري ؟ !
وماذا يقول لنا ماركس ، عن المناظر الطبيعة الخالصة ، التي كانت منذ أبعد آماد التاريخ ولا تزال ، قادرة على ارضاء الحس الجمالي في الإنسان ، وبعث المتعة إلى نفسه ؟ ! فكيف نجد المتعة في هذه المناظر ، كما كان يجدها شيئاً من طفولة النوع البشري ، التي يفسر ماركس على أساسها إعجابنا بالفن القديم ! . .
أفلَسنا نعرف من هذا ، أن المسألة ليست مسألة الإعجاب بصورة الطفولة ، وإنما هي مسألة الذوق الفني الأصيل العام ، الذي يجعل انسان عصر الرق ، وإنسان عصر الحرية ، يشعران بشعور واحد ! !
وفي ختام دراستنا هذه ، للنظرية بما هي عامة ، ألا نجد من الطبيعي أن يندم أنجلز ، المؤسس الثاني للمادية التاريخية ، على المبالغة بدور العامل الإقتصادي في التاريخ ، ويعترف بأنه مع صديقه ماركس ، قد اندفعا بروح مذهبية في مفهومهما المادي عن التاريخ ، اندفاعاً خاطئاً ؟ فقد كتب أنجلز إلى يوسف بلوغ عام ( 1890 ) يقول :
( ( إن توجيه الكتّاب الناشئين ، الاهتمام إلى الجانب الاقتصادي ، بأكثر مما يستحق ، أمر يقع اللوم فيه على عاتقي وعاتق ماركس . لقد كان عليا أن نؤكد هذا المبدأ الرئيسي ، لنعارض خصومنا الذين كانوا ينكرونه ، ولم يكن لدينا الوقت أو المكان أو الفرصة ، لنضع العناصر الأخرى التي تتضمنها العلاقة المتداخلة ، في مواضعها الحقيقية ) ) ( 1 ) .


( 1 ) التفسير الاشتراكي للتاريخ ص 116 .

اسم الکتاب : اقتصادنا المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست