responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 95


في اختلاف غذاء الحيوان على حسب المراعي قد تقدم من قولنا أن من الحيوان بري وحضري . وأن دم الحيوان البري أرق وأحد وألطف ، إلا أنه أيبس وأجف وأقل غذاء لما بينا من كثرة حركته وحرارة هوائه الذي يأوي فيه ، بدوام وقوع الشمس عليه ، واتساع مسامه وكثرة ما يتحلل من رطوبات بدنه وفضوله ، وقلة أكله وشربه ، ولطافة غذائه . وأن دم الحضري على خلاف ذلك لأنه أرطب وأغلظ وأكثر لزوجة وأغذى . ذلك لقلة حرارة هوائه الذي يأوي فيه وضعف حركته ، ودوام سكونه ، وكثرة أكله وشربه ، وضيق مسامه لغلظ غذائه ، الا انه ينقسم على ثلاثة أقسام : وذلك أن منه ما يرعى الحشيش الجل العظيم المقدار كالبقر وما شاكلها . ومنه ما يرعى الحشيش الغض القليل المقدار كالضأن وما شاكلها . ومنه ما يرعى أطراف أغصان الأشجار كالماعز وأمثاله .
وما كان منه يرعى الحشيش الجل العظيم المقدار ، فأردأ حالاته وقلة لحمه وفساد غذائه يكون في الشتاء وأول الربيع إلى وسطه ، لأنه في ذلك الوقت يكون مهزولا مذموم الغذاء لقلة امكان الحشيش الجل في مثل ذلك الزمان . فإذا امتد به الزمان قليلا ، وأمكن الحشيش وعظم وسهل وجوده ، يخصب بدن هذا النوع من الحيوان ويرطب لحمه ويعذب ، وصار ما يتولد منه من الغذاء ألذ وأحمد . ولذلك قال جالينوس :
ان كل حيوان يجد من الغذاء الموافق لمزاجه ما يشبعه ، فلحمه ألذ وأحمد . وما لا يجد الغذاء الموافق لمزاجه ما يشبعه ، فلحمه أبشع وأردأ .
وما كان من الحيوان يرتعي الحشيش الغض الصغير المقدار ، فان أحسن حالاته تكون في أول الربيع ووسطه في الوقت الذي تزهو فيه الأرض وتنور الأعشاب والنبات ، وذلك لامكان وجود الحشيش الغض الطري في مثل هذا الوقت من الزمان . وما كانت هذه حاله من الحيوان ففي ذلك الوقت يكون جسمه أعبل [1] ولحمه أعذب وغذاؤه أحمد .
فأما ما كان ‹ من › [2] الحيوان يرتعي أطراف أغصان الأشجار في هذين الوقتين يكون أرطب وألين وأمكن وجودا .



[1] عبل وأعبل : ضخم وغلظ . يقال : رجل عبل الذراعين أي ضخمهما ، وفرس عبل الشوى : أي غليظ القوائم .
[2] إضافة اقتضتها الضرورة .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست