responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 83


الباب الثاني عشر القول في الحيوان الحيوان ينقسم قسمة أولية على ثلاثة ضروب ، لان منه أرضى وهوائي ومائي . وذلك أنه لا يشك أحد من الطبيعيين أن العناصر التي يتولد منها جميع الحيوان والنبات أربعة ، أعني النار والهواء والماء والأرض . وأن منها عنصرين خفيفين يتحركان صعدا وهما النار والهواء ، وعنصرين ثقيلين يتحركان سفلا وهما الأرض والماء . وأن لكل واحد من هذه الأربعة غايتين : غاية علوا ، وغاية سفلا وحالة متوسطة بين هاتين الغايتين . وأن المرتبة العليا من العنصرين الخفيفين ألطف وأفضل وأسرع حركة إلى العلو ، والمرتبة السفلى دونها في الفضل واللطافة لأنها أثقل وأبطأ حركة ، والمرتبة المتوسطة آخذة من الحاشيتين بقسطها .
وأما العنصران الثقيلان [1] فإن المرتبة العليا من كل واحد منهما ، وإن كانت أخف وألطف ، فإنها أبطأ حركة إلى غايتها وتمامها ، لان غايتها وتمامها الوصول إلى المركز ، ولطافتها وخفتها تمنعانها من الهبوط بسرعة . ولذلك نسبت إلى الثقل والغلظ لأنها أبطأ حركة . وأما المرتبة السفلى منها ، فإنها وإن كانت أغلظ وأثقل ، فإن حركتها إلى غايتها وتمامها أسرع لأنها بثقلها تهبط بسرعة وتصل إلى تمامها وغايتها من قرب . ولذلك ما قيل أنها أفضل من المرتبة العليا وألطف لأنها أسرع وصولا إلى موضعها بالطبع . ولهذا ما صارت المرتبة العليا من العنصرين الثقيلين دون المرتبة السفلى في الفضل والشرف .
وأما المرتبة المتوسطة بين هاتين الغايتين ، فآخذة [2] أيضا من الحاشيتين بقسطها . فإذا امتزجت هذه الاجزاء والمراتب بعضها ببعض واختلط الفاضل بالخسيس ، والثقيل بالخفيف ، والحار بالبارد ، والرطب باليابس ، حدث بينها هذه الألوان واختلفت المكونات على حسب مقادير الاجزاء الممتزجة في اعتدالها وزيادة بعضها على بعض ، ونقصان بعضها عن بعض . فما كان منها مركبا من مواد قد غلب عليها العنصران الثقيلان [3] يكون منها المكونات اللازمة لمكانها من الأرض مثل الأشجار والنبات . وما كان منها مركبا من مواد قد غلب عليها العنصران الخفيفان ( 3 ) يكون منها الأجرام المتحركة حركة مكانية ،



[1] في الأصل : العنصرين الثقيلين .
[2] في الأصل : فأخذهما .
[3] في الأصل بالنصب .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست