responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 67


الباب السادس لم صار لبعض الثمر نوى ولبعضه قشر قال المؤلف لهذا الكتاب : قد بان من قوة كلامنا مرارا أن غذاء الأشجار وسائر النبات من العناصر الأربعة ، لان الرطوبة المغذية لها لا تنفك من جوهر أرضى ثقيل ، وجوهر مائي سيال ، وجوهر هوائي خفيف ، وجوهر ناري لطيف . وهذه الجواهر ربما تساوت في الرطوبة المغذية لبعض الثمار ، وربما اختلفت في بعضها .
فإذا كان الغالب على الثمرة الجوهر الأرضي الغليظ ووافى رطوبته رقيقة مائية ، غاص بثقله ، في باطن الرطوبة ، وانعقد هناك وكان منه نوى الثمرة . ولما كان كل غذاء لا بد له من جوهر دسم روحاني يكون فيه ليولد النبات ، غاص ذلك الدسم مع الجزء الأرضي إذ كان مكانه ومركزه ، وسكن في باطن النواة كما يغوص المخ ويسكن في عظم الحيوان . ولذلك صار كل نبات لثمره نوى ، فتولده يكون من نواة لان الجوهر الدسم الروحاني الذي في باطن النوى يقوم للنبات مقام النطفة في الحيوان .
فهذا سبب النوى في الثمرة ، وتولد النبات والشجر من النوى .
فأما ما ليس له من الثمر ‹ نوى › [1] ، فإن السبب فيه الجزء الأرضي الذي فيه الرطوبة المغذية للثمرة إذا خالطه شئ من الجزء الهوائي اللطيف ، صيره خفيفا عواما . فإذا وافى رطوبة لزجة غليظة ، منعه غلظ الرطوبة من الغوص في باطنها ، وعام بما فيه من الجزء الهوائي الخفيف ، وصار إلى أعلاها وانبسط في ظاهرها وجف بحرارة الشمس ، وصار قشر الثمرة ، وانتشر الجزء الدسم الروحاني الذي منه يكون تولد النبات في جملة الثمرة ، لما عدم الجزء الأرضي الذي هو مسكنه ومركبه . ولذلك صار كل نبات يكون لثمره نوى ، فمن ثمره يكون نباته . وكل نبات لا يكون لثمره نوى ، يكون له قشر يحفظ الجزء الدسم الروحاني في باطن الثمرة ، فمن الثمرة نفسها يكون نباته . وما لم يكن لثمره نوى ولا قشر يحفظ الجزء الدسم الروحاني في باطنه ، فمن أصله وقضبانه يكون نباته ، وإن كان ما له ثمر من الأشجار قد يتولد أيضا من أصله وأغصانه ، وذلك أن أغصانه وأصله غير معراة من الجزء الدسم الروحاني ، لان



[1] ساقطة من الأصل .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست