responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 65


الخس وغيره من النبات .
وأما ما يغرس من القضبان ، فإن العود إذا غرس في الأرض سالت منه رطوبات وانحدرت واتصلت بالأرض ، وتكون منها عروق تقوم لها مقام الفم للحيوان تجذب بها الرطوبات المغذية له من الأرض حتى إذا كثرت الرطوبات في القصب وانطبخت بالحرارة الغريزية من باطنه ، وحرارة الهواء من ظاهره ، انتفخ القضيب وتنفس واتسعت مجاريه ومنافسه وورق ثم نور [1] وأثمر . فما كان من الأشجار بطئ الادراك مثل الزيتون والشمشاذ [2] والأبنوس ، كان أكثر بقاء على الأرض لان ارتفاع نباته إنما يكون عن رطوبة أرضية غليظة مندمجة مكتنزة الاجزاء بطيئة الانحلال والانفشاش ، ولذلك صار الأبنوس ينبت في الماء ويبقى زمانا من غير أن يفسد . وما كان من الأشجار أسرع نباتا وإدراكا مثل التفاح والمشمش والخوخ كان أقل بقاء على الأرض ، لان ارتفاع نباته إنما يكون عن رطوبة لطيفة سخيفة الاجزاء سريعة الانحلال والانفشاش .
فإن سأل سائل وقال : ما السبب الذي له صار انعقاد بعض الثمر يكون صلبا ، وبعضه لينا رخوا ، وبعضه متوسطا بين هاتين المرتبتين ؟ قلنا له : ذلك لان الرطوبة المغذية للثمر تكون على ضروب على ما بينا مرارا ، لان منها رطوبة أرضية غليظة ، ومنها رقيقة مائية ، ومنها خفيفة هوائية ، ومنها لزجة متوسطة بين اللطافة والغلظ .
فما كان من الثمر الأرضية غالبة على رطوبته ، كان انعقاده صلبا يابسا شبيها بانعقاد العظم في الحيوان مثل المقل [3] وما شاكله .
فإن خالطت الأرضية مائية وكانت المائية أغزر قليلا ، كان انعقاد الثمرة معتدلا شبيها بانعقاد اللحم في الحيوان ، مثل التفاح والمشمش وما شاكلهما .
فإن ازدادت الأرضية قلة والمائية كثرة ، كان انعقاد الثمار أكثر ليانة ، شبيها بانعقاد الشحم في الحيوان ، مثل التين وما شاكله .
فإن ازدادت الأرضية ، أيضا ، قلة وكانت الرطوبة رقيقة مائية فيها شئ من لطافة ولزوجة ، اجتمعت الثمرة وصارت كأنها رطوبة مجتمعة مثل التوت وما شاكله .
وإن كان انعقاد الثمرة عن رطوبة لزجة متوسطة بين اللطافة والغلظ ، بعيدة من الأرضية ، سالت الثمرة وطالت وصارت كأنها كلها رطوبة سيالة منعقدة ، مثل الموز وما شاكله . ولذلك صار الموز



[1] نور الشجر : أخرج نوره أي زهره . ونور الزرع : أدرك . ونور التمر : صار له نوى .
[2] شجر السرو ، أو الازدرخت والازادارخت .
[3] يعرف أيضا بالدوم ، من فصيلة النخليات ويستخرج من ثماره نوع من الدبس .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست