responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 602


مسحوق ويلقى فيه قبل نزوله عن النار بساعة ليذوب في الماء حسنا ويختلط به . وينبغي أن يحذر من الماء إذا كانت البورقية فيه أظهر ، وعليه أغلب لان من شأن الملوحة أن تحمي الأبدان وتنشف الرطوبات وتجفف البطون بالعرض لا بالطبع ، من قبل أنها ، وإن كانت ‹ في › ابتداء فعلها تذيب الفضول وتقطع [1] الأخلاط وتلذع [2] الأمعاء وتطلق البطن ، فإنها في المنتهى تجفف رطوبات الثفل وتمنع من انحداره فيصير ذلك سببا لحبسها للبطن .
القول في الثلج أما الثلج فهو في طبيعته أبرد وأقل رطوبة من الماء كثيرا ، من قبل أنه ليس غير ما أفرط عليه برد الجو فأجمده وغلظه وأخفى رطوبته . ولهذه الجهة صار اليبس به أخص من الرطوبة ، وصار أغلظ وأثقل على المعدة وأضر بعصبها وسائر الأعضاء جملة . ومن قبل ذلك صار مانعا من جودة الهضم مضرا [3] بالأسنان لقربها من طبيعة العصب . وأوكد الأسباب فيه الاضرار بالمسنين [4] إضرارا عاجلا من كثب لقلة احتمال عصبهم لبرده لضعف حرارتهم الغريزية بالطبع . ولذلك صار مضرا لمعدهم وصدورهم وسائر بطونهم إضرارا شديدا ، ومولدا [5] فيهم ضيق النفس والفالج والتشنج . فأما الاحداث والشبان فإن إضراره بهم ليس بعاجل لمقاومة حرارتهم الغريزية لبرده بقوتها ، وإن كان الاكثار منه والادمان عليه مؤذيا لهم ، لأنه يحدث في عصبهم عللا يموتون وهي بهم . ومن الأفضل للمدمنين عليه من الشبان والاحداث لزوم دخول [6] الحمام والتمرخ [7] فيها بعد التعرق الكثير بدهن السوسن والنرجس ودهن الأترج والمزرنجوش [8] ، ويشربون الشراب العتيق الريحاني . فأما . . [9] فلا حيلة لهم في دفع ضرره عنهم إذا أدمنوا عليه .
وأما المبرد بالثلج فألطف وأقل غلظا من الثلج نفسه وأبعد من الاضرار بالمعدة والعصب لأنه ، بإضافته إلى الثلج ، أقل برودة وأبعد من اليبوسة . ولذلك صار ألطف وأسرع انحدارا وجولانا في البدن وأقل إضرارا بالمعدة [10] . وأفضل من الماء المبرد بالثلج ، لان الماء المبرد في الهواء البارد اللطيف أبعد من الاضرار بالعصب كثيرا ، بل لا ضرر فيه أصلا .
ولما كان ماء البحر وسائر المياه المالحة قد تستعمل في مصالح الأبدان كثيرا في الحمامات وغيرها إذا عدم الماء العذب ، رأينا ألا نخلي كتابنا هذا من ذكرها ولا نعريه منها ، وأن نضيف ذكرها إلى ذكر الماء العذب لما بينهما من المجانسة في الجوهر ، وإن اختلفت في الكيف .
* * *



[1] في الأصل : وتقطيع .
[2] في الأصل : وتلذيع .
[3] في الأصل : مضر .
[4] في الأصل : المنسلين . وهو تحريف .
[5] في الأصل : ومولد .
[6] ( دخول ) مضافة في الهامش .
[7] في الأصل : ( والمتمرخ ) . وتمرخ : تدهن بالمروخ ( المرهم ) .
[8] ويقال أيضا : المرزنجوش ومردقوش . ( فارسية ) .
[9] بياض في الأصل مقدار كلمة . ولعلها ( المسنون ) .
[10] كذا . ولعل انقطاعا في السياق مفاده : ( وأما الماء المبرد في الهواء البارد اللطيف فهو ألذ ) .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 602
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست