responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 589


والاعتدال على الحقيقة ، بل نسبنا السمك اللجي إليها على سبيل الاستعارة والمجاز على جودة الجوهر وحسن الغذاء . وأما السمك الشطي ، فقد يقع فيه الاختلاف أيضا من قبل طبيعة المواضع التي يأوي فيها ، لان منه ما يأوي المواضع الرملية الحسنة الصافية الماء القليلة الكدر والأوساخ لبعدها من مصب الأنهار قليلا . ومنه [1] ما يأوي المواضع اللينة الرخوة الكثيرة الطين والحمأة لقربها من مصب الأنهار وكثرة ما يصل إليها من مياه الأنهار ومن أوساخ المدن ومزابلها . ومنه ( 1 ) ما يأوي المواضع المتوسطة بين ذلك . وما كان منه ( 1 ) يأوي المواضع الحسنة الرملية الصافية الماء القليلة الكدر والأوساخ ، لبعدها من مصب الأنهار قليلا ، كان أفضل مما يأوي المواضع الرخوة الكثيرة الطين والحمأة القريبة من مصب الأنهار من قبل أن ما يصل إليها ، من أوساخ المدن ومزابلها ، يفسد ماء السمك وغذاءه ويكسبه سهوكة ( 2 ) وزهومة وغلظ ولزوجة .
وما كان من السمك يأوي المواضع المتوسطة بين هاتين الحاشيتين كان أجدى من كل واحد منهما بقسطه على حسب توسطه بينهما على الحقيقة ، وانحرافه إلى إحداهما دون الأخرى . وأما السمك الذي يصعد من البحر إلى الأنهار ويصير فيها ، فقد يلحقه من الاختلاف على حسب اختلاف المواضع التي يأوي فيها ، وإن كان في الجملة أكثر لزوجة وغلظا من السمك الذي لا يصعد أصلا بإضافة كل نوع منها مما يصعد من الأنهار إلى نوعه الذي لا يصعد ولا يفارق البحر ، أعني بذلك اللجي إلى اللجي ( 3 ) والشطي إلى اللجي ، ففي ما أتينا به من طبيعة السمك البحري واختلاف أنواعه وأصنافه كفاية ولا قوة إلا بالله .
* * * القول في السمك النهري وأما السمك النهري فهو في جملته أغلظ وأكثر لزوجة وأبعد انهضاما وأسرع انحدارا عن المعدة وأكثر غذاء من السمك البحري ، وذلك لرطوبة مائه ورخاوته وعذوبته ، إلا أنه ينقسم قسمة أولية على قسمين : لان منه ما يتولد في الأنهار ويأوي فيها ويسمى النهري على الحقيقة . ومنه ما يتولد في البحيرات والآجام ويأوي فيها ويسمى البحري .
والنهري أيضا يكون على ضربين : لان منه الرضراضي المتولد في الأنهار العظام الصافية الشديدة المد ، الجارية على الرمل والحصى الرضراضية ، النقية من الأوساخ والكدر لبعدها من المدن ومن أوساخها ومزابلها . ومنه ( 4 ) ما يتولد في الأنهار اللطاف الضعيفة المد ، الجارية على الطين والحمأة



[1] في الأصل : ومنها . ( 2 ) في الأصل : زهوكة . وهو تصحيف . ( 3 ) كذا في الأصل . ولعلها الشطي . ( 4 ) في الأصل : ومنها .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 589
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست