responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 581


القول في البيض أما البيض فنسبته إلى بدن الحيوان كنسبة المني والدم إلى الحيوان المشاء ، لان المني والدم لما كانا مادة وغذاء لتوليد الحيوان الطيار المشاكل لطبيعة بدن الانسان لان البيض إذا كان من حيوان له ذكر جمع فيه المني والغذاء جميعا ، وذلك لان نفوذه في بدن الانسان أسرع وتغذيته أعدل وأكثر ، وانحلاله من الأعضاء أبعد وتقويته أزيد . والسبب في سرعة نفوذه في الأبدان لطافة جوهره وليانة جسمه واعتدال رطوبته . والسبب في تقويته للأعضاء أن الحراة الغريزية كلما ازدادت فيه فعلا ، ازداد هو صلابة وقوة .
وذلك يقاس من الشاهد لأنه نجده خارجا كلما ازداد فعل النار فيه تأثيرا ، ازداد هو صلابة وشدة .
والسبب في كثرة غذائه أن جوهره كله يستحيل ويتشبه بالأعضاء المشاكلة مزاج [1] بدن الانسان بالطبع لأنه قريب من التوسط والاعتدال وبخاصة المح منه لاعتدال حرارته ورطوبته ، إلا أنه إذا شوي ، اكتسب من النار حرارة وجفافا وصار أكثر تجفيفا وأكثر تسكينا للحرارة . وإذا سلق بالماء استفاد رطوبة من الماء وصار أقل تجفيفا وأكثر تسكينا للحرارة . وأما بياض البيض فينحرف عن الاعتدال والتوسط إلى البرودة قليلا ، ولذلك صار غليظا زهيما بطئ الانهضام بعيد الانحلال مذموم الغذاء .
وقد يختلف البيض في جودة غذائه ورداءته وسرعة انهضامه وإبطائه لوجوه أربعة : أحدها :
لطبيعة الحيوان الذي هو منه وسنه . والثاني : مقدار مدة البيض وما مضى له من الزمان بعد خروجه من الحيوان . والثالث كيفية صنعته وعمله . والرابع : مقدار نضجه في كثرته وقلته ، وقوته وضعفه . فأما مثال ذلك من طبيعة الحيوان الذي هو منه وسنه ، فيكون على ضروب : لان ما كان منه من حيوان أعدل مزاجا وأعبل [2] لحما وأطرى سنا وبخاصة إذا كان من حيوان له ذكر ، كان أفضل وأحمد مما كان من حيوان أفسد مزاجا وأهزل لحما وأكبر سنا وبخاصة إذا كان من حيوان ليس له ذكر . ولذلك صار بيض الدجاج والدراج والتدرج أفضل البيض وأحمد غذاء ، لان حيوانه أعدل الطير مزاجا وأكثر شحما لكثرة سكونه



[1] ( مزاج ) مستدركة في الهامش .
[2] عبل وعبل : ضخم ، فهو أعبل .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 581
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست