responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 543


القول في أطراف الحيوان أعني الأكارع والشفاه والاذان أما أطراف الحيوان ‹ ف‌ › قليلة الشحم واللحم ، بعيدة الانهضام بالطبع ، لأنها من جوهر العصب والجلد . ولكن لما كانت حركتها دائمة غير منقطعة ، صارت أرخى لحما وأسرع انهضاما بالعرض ، لأنها لدوام حركتها وتواترها ، صارت أسرع انهضاما مما شاكلها من الأعضاء العصبية القليلة الحركة . ولما كان شأن جوهر العصب ، إذا انهضم ، أن يصير لزجا لازوقا مزلقا ، كانت الأطراف أيضا ، إذا انهضمت ، صارت لزجة لزوقة مزلقة للمعدة سريعة الانحدار عنها وعن الأمعاء . ولذلك أيضا صار لا يصل إلى البدن من غذائها إلا اليسير ، لان غذاءها لا يلبث في المعاء الدقاق حتى تحصل حاجتها .
ولهذا السبب نسبت إلى قلة الغذاء ، إلا أن الغذاء المتولد عنها ، وأن كان يسيرا لزجا ، فإنه ليس بالغليظ ولا بالكثيف . ويستدل على ذلك من الشاهد ، لأنا نجدها خارجا إذا طبخت ، انتفخت انتفاخا كثيرا وربت واتسعت طولا وعرضا . وفى هذا دليل واضح على خفتها ولطافة جوهرها ، وإن كان غذاؤها يسيرا .
ومن منافع الأكارع على سبيل الدواء : أنها ملينة لخشونة الصدر والرئة ، نافعة من السعال الجاف العارض من اليبوسة ومن القروح والسحوج العارضة في المثانة . وإذا أكلها من كان به إسهال من سحج في المعاء ، غرت السحج بلزوجتها وغرويتها وصارت سببا لحبس البطن بالعرض لا بالطبع ، لان من طبعها الازلاق والانحدار بسرعة . وأفضل أطراف الحيوان وأسرعها انهضاما الأكارع لدوام تعبها وتواتر حركتها . واليدان [1] من الأكارع أفضل من الرجلين لان تعبها أكثر ، وحركتها أدوم ، ولحمها أكثر ، وهي من ينبوع الحرارة الغريزية أقرب . وباطن الأكارع أفضل من ظاهرها ، لان حركتها فيما يلي الباطن أقوى وأعنف كثيرا .



[1] في الأصل : واليدين .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 543
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست