responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 481


في الدار فلفل أما الدارفلفل فحرافته دون حرافة الفلفل كثيرا ، إلا أن حرارته في الدرجة الثالثة . وأما الرطوبة فليس هو بمنسلخ منها لان فيه رطوبة نية فضلية ، بها صار رطبا في الدرجة الأولى . ولذلك صار لا يفعل في حاسة الذوق مع المباشرة كما يفعل الفلفل ، لان الرطوبة تغلظه وتمنعه من النفوذ في المسام بسرعة . ومن أجل ذلك لم يمكن أن يخرج فيه من القوة إلى الفعل إلا عن بعد [1] . ويدل ذلك على أن الذائق له لا يجد له في الابتداء لذعا دون أن يلبث على اللسان مدة يمكن فيها وصوله إلى الحاسة ، إلا أن حرارته بعد ظهورها وخروجها إلى الفعل تلبث في اللسان مدة ليست باليسيرة ، لان رطوبته تحفظ الحرارة وتمنعها من التلاشي والانطفاء بسرعة ، لأنها تقوم للحرارة مقام الغذاء للمغتذي . وذلك مقاس من الشاهد لأنا نجد أن [2] النار خارجا لا تتشبث بالحطب الرطب سريعا ولا تشتعل فيه إلا بعد مدة . فإذ اشتعلت ، لبثت زمانا أطول لمقاومة رطوبة الحطب لها ومنعها إياها من إحراق الحطب بسرعة . وأما الحطب اليابس فليس كذلك لأنا نجده تشتعل النار فيه في أسرع مدة وأقرب وقت ، ثم لا تلبث إلا قليلا حتى تتلاشى وتصير رمادا وتنطفئ النار من قرب لأنها لم تجد في الحطب رطوبة تقاومها وتحفظ الحطب من سرعة الاحتراق والتلاشي ، ولذلك صار في الدارفلفل قوة تلبث في المعجونات والترياقات وتحفظها من الفساد بسرعة .
ومما يدل على رطوبة الدارفلفل أيضا ما نجده من ليانة طعمه وسهولته على الحاسة لضعف حرافته وقلة تلذيعه وبعده من النفوذ في المسام بسرعة . ولذلك صار أكثر معونة على الهضم والتقوية على الجماع وطرد الرياح من المعدة والأمعاء . ومما يدل على أن رطوبة الدارفلفل نية فضلية ، سرعة تآكله وقبوله للسوس . ومن البين أن التآكل والسوس لا يعرضان لما كانت رطوبته طبيعية مشاكلة لجوهريته ، ولا لما كان يبسه خالصا محضا ، بل إنما يعرضان لما كانت رطوبته نية غير منهضمة لأنها خارجة عن الطباع .
* * *



[1] عبارة ( ومن أجل ذلك . . عن بعد ) مستدركة في الهامش .
[2] في الأصل : أنه .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 481
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست