responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 454


بزيادة رطوبته ، ومقويا للانعاظ بكثرة رياحه ، ومنبها لشهوة الجماع بقوة حرارته . إلا أن ما يتولد منه من الغذاء ردئ جدا ، وإن كان لا غذاء له إذا كان نيا ، فإذا سلق بالماء مرتين أو ثلاث ، ورمي ماؤه الذي سلق به ، زال عنه أكثر حرافته وبقي فيه بقية من التلطيف ، وغذى غذاء يسيرا ليس بالردئ ، وصار دروره للبول أكثر . وإذا اكتحل بمائه مع العسل ، جلا غشاوة البصر العارضة من الرطوبة الغليظة وزاد في حدة النظر ونفع من نزول الماء في العين . وإذا خلط بمثله من التوتياء المسحوقة ، سكن حدة العين . وإذا تحنك به ، نفع من الخناق العارض من الرطوبة . وإذا استعط [1] بمائه ، نقى الرطوبة الغليظة من الدماغ . وإذا عمل من مائه ضماد مع ملح وسذاب وعسل ، نفع من عضة الكلب الكلب . وإذا خلط ماؤه بخل وطلي على البهق والكلف في الشمس ، نفع منها . وإذا خلط بملح ووضع على الثآليل [2] التي يقال لها أبثير ، قلعها . وإذا دلك جرمه على داء الثعلب ، كان تهييجه لخروج الشعر أسرع من تهييج زبد البحر له إذا طلي على الموضع . وإذا قطر من مائه في الاذن ، نفع من الثقل والطنين العارضين للسمع ، ونقى المدة من الاذن ، ونفع من الماء إذا وقع فيها .
وإذا قشر البصل وأخذ قلبه . غمس في زيت وتحمله الانسان في المقعدة ، فتح أفواه عروق البواسير وأبرز الدم منها . وما كان من البصل حرافته أقل ورطوبته أغزر كان توليده [3] للرياح أكثر . وما كان منه حرافته أشد ورطوبته أقل مثل البصل المعروف بالطرخبيان ، كان توليده للرياح أضعف . والبصل المستطيل أقل حرافة من المستدير لأنه أغزر رطوبة ، ولذلك سال واستطال . والأبيض من البصل أقل حرافة من الأحمر . والرطب أقل حرافة من اليابس لما فيه من الرطوبة المكتسبة من الماء . والمطبوخ أقل حرافة من الني . والمتخذ بالملح والخل أقل حرافة من الني أيضا ، وإن كان المطبوخ أفضل من المتخذ بالخل والملح كثيرا ، ولا سيما إذا سلق ورمي ماؤه وطبخ بماء ثان .
والبصل العسقلاني أكثر نفخا ورياحا لأنه أكثر رطوبة وأقل حرافة ، ولذلك صار مطلقا للبطن مولدا للدود في المعاء . ولهذه الجهة صار غير محمود لمن عرض له شئ من الغثي . ومن أراد أن يدفع ضرر البصل الني ، فليسلقه بالخل مرات ، ويأكله بالجوز المشوي والجبن المقلي بالزيت . وأكل الجبن المشوي يزيل رائحة البصل . وإذا قلي الجبن بالزيت والسمن ومضغ مع جبن مشوي كان أفعل له في ذهاب رائحة البصل الني في الاسفار والمواضع المختلفة المياه لدفع ضرر المياه .
ومن البصل نوع يسمى بالفارسية طرخيان يزعمون أنه بصل ملقح بثوم ، ولذلك صار له حرافة الثوم ويبسه ورطوبة البصل وليانته . ومن قبل ذلك صار أقل أنواع البصل رياحا وأقواها على تقطيع الرطوبات الغليظة اللزجة وأنفع من سم العقارب والحيات .
* * *



[1] أي أدخل في الانف .
[2] في الأصل : الثؤاليل . والثآليل ج ثؤلول وهو حبة أو بثر صلب مستدير في الجلد .
[3] في الأصل : تولديه .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 454
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست