responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 418


في الجزر الجزر في الجملة حار في وسط الدرجة الثانية ، رطب في وسط الدرجة الأولى ، وهو على ضربين :
لان منه الريفي ، ومنه البري . والريفي أقل حرارة من البري . وقد يؤكل نيا أو مطبوخا ، إلا أنه غليظ بطئ الانهضام ، يغذو غذاء أقل من غذاء الشلجم ، وفيه حرافة يسيرة بها صار ملطفا للفضول مدرا للبول والطمث جميعا . وفى أصله قوة نافخة بها يهيج الانعاظ ، وإذا أكثر منه وأدمن على أكله ، ولد دما فيه تعفن الرداءة . ومما يدفع ضرره أنه يسلق سلقتين ويرمى ماؤه الذي يسلق به ، ويطبخ بعد ذلك باللحم والكسبرة الرطبة والبصل والزيت الانفاق ويطيب بالخل العذب اللين والفلفل والكراويا . وإن لم يكن الخل لينا عذبا فتكسر حدته بالماء ويعذب بشئ من السكر .
وأما البري فهو نبات له ورق شبيه بورق الشاهترج ، إلا أنه أعرض منه قليلا وطعمه إلى المرارة ما هو وساقه مستو له خشونة ، وعلى رأسه إكليل شبيه بإكليل الشبت وزهر أبيض ، وفى وسط الزهر منه شئ شبيه بشكل الفطر ولونه فرفيري [1] . وأصل هذا النبات على غلظ الإصبع وطوله نحو من ذراع أو ذراعين وله رائحة طيبة . ومن هذا النبات تستخرج القنه . وبزره يعرف بالدوقوا . وإذا شرب ، نفع من الشوصة [2] البلغمانية ومن الاستسقاء ونهش الهوام ، وأدر البول والطمث وفتح سدد الكبد ونقى أوراد الأرحام وأعان على الحبل . وذا تحملته المرأة ، أدر الطمث أيضا . وإذا شرب طبيخه ، نقى الصدر بالنفث وحلل ما في المعاء من المواد الغليظة ونفع من الأمغاص . وإذا خلط معه بزر الكرفس ، قوى فعله .
وأما أصله فإنه يحرك قوة الجماع ويدر البول . وإذا تحملته المرأة ، أخرج الجنين . وورقه إذا دق وعجن بعسل ووضع على القروح العفنة ، نقاها . والريفي من الجزر يفعل مثلما يفعله البري ، غير أنه أضعف فعلا في جميع ما وصفنا خلا المعونة على الجماع ، فإن الريفي أقوى على ذلك ، لان رياحه أكثر وغذاؤه أزيد . وزعم ديسقوريدوس أن في بعض البلدان جزر له رائحة طيبة وفيه ما في الأصول كلها من بعد الانهضام إلا أنه مدر للبول . والاكثار منه يولد دما غير محمود . والله أعلم .



[1] نسبة إلى الفرفير وهو صمغ أحمر .
[2] ريح نعقد في الأضلاع ، أو تأخذ الانسان في أماكن من جسمه تتنقل فيها .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 418
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست