في الشلجم البري المعروف بالبونيارس ويسمى راواين الشلجم [1] البري شجرة كثيرة الأغصان طولها نحو من ذراع ليس لها أصل كأصل الشلجم البستاني ، وعرض ورقها كعرض الابهام وأعرض قليلا ، وله ثمر في غلف يسمى البونيارس ، إذا تفتحت تلك الغلف ، ظهر في جوفها غلف أخر ، وفى جوف الغلف الثانية بزر صغير أسود إذا كسر كان داخله أبيض وحرارته في الدرجة الثانية ومنافعه كثيرة . وخاصته واحدة لا يتجاوزها وهو النافع من الأدوية القاتلة . وقد يستعمل كثيرا في الغمر [2] وفى سائر الأدوية المنقية للبشرة مثل الأدوية المستعملة بدقيق الترمس ودقيق الباقلي والكرسنة وما شاكل ذلك . وذكر منه ديسقوريدوس صنفا [3] آخر من الشلجم [4] صغير المقدار إذا أكل أصله مطبوخا ، ولد نفخا وغذى غذاء أقل من غذاء الشلجم البستاني . وإذا تقدم الانسان بشرب بزره قبل الأدوية القتالة ، أبطل فعلها ، ولذلك استعمله الأوائل في المعجونات والترياقات النافعة من مثل ذلك . وزعم أيضا أن هذا الصنف من الشلجم قد يستعمل بالماء والملح ويؤكل .
[1] ويقال سلجم . وهو اللجفت . [2] الغمر والغمرة : الزعفران أو الورس أو تمر ولبن يطلى به وجه المرأة ويداها حتى ترق بشرتها . [3] في الأصل : صنف . [4] في الهامش : ( كأنه أراد الشلجم الذكر ) .