في الرازيانج الرازيانج على ضربين : لان منه البري ، ومنه البستاني . فأما البستاني فإنه ما دام طريا أخضر [1] فحرارته في وسط الدرجة الثانية . ويبسه في وسط الدرجة الأولى ، لان فيه رطوبة فضلية مكتسبة من الماء . ولذلك صار بطئ الانهضام مذموم الغذاء . ومن فعله على سبيل الدواء إذا دق واستخرج ماؤه وغلي ونزعت [2] رغوته وشرب بشراب العسل وبالسكنجبين ، نفع من الحميات المتطاولة ذات الأدوار وأدر البول . وإذا أخذ ماؤه وجفف في الشمس وخلط بالاكحال ، زاد في حدة البصر ونفع من نزول الماء في العين . وأما حبه الجاف فحار في الدرجة الثانية وأول الثالثة ، يابس في الأولى . ومن خاصيته أنه زائد في اللبن بتفتيحه للسدد وجمعه للرطوبات لقلة يبسه ، لان تجفيفه لو كان قويا لكان فشاشا [3] للرطوبات ، نافعا لزيادة اللبن . ومن فعله على سبيل الدواء أنه مفتح لسدد الكبد والمثانة ، مذيب للحصى ، مدر للطمث ، نافع من الحميات المتطاولة المتقادمة . وإذا شرب بالماء البارد ، سكن الغثيان العارض من الرطوبة . وإذا عمل منه ضماد بعسل ، نفع من عضة الكلب الكلب . وزعم بعض الأوائل أنه يدفع مضرة الافراسيون عن الكلى والمثانة إذا خلط معه أو شرب قبله أو بعده . وزعم ديسقوريدوس أن الرازيانج النابت في بلدة المغرب يقال له ايبيرتا [4] ، يخرج منه رطوبة شبيهة بالصمغ يفعل في إكحال العين فعلا أقوى من فعل ماء الرازيانج المدقوق المعصور . وأما الرازيانج البري
[1] في الأصل : أخضرا . [2] في الأصل : نزع . [3] أي مخرجا لها بسرعة . يقال : فش الضرع : حلب جميع ما فيه ، وفش الناقة : حلبها بسرعة . [4] في الجامع لابن البيطار عن ديسقوريدوس : ( النابت في البلاد التي يقال لها سوريا التي تلي المغرب ) .