responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 362


في الخس البري المعروف بالمروية أما الخس البري فهو في شكله وصورته شبيه بالخس الريفي إلا أن ساقه أكبر وورقه أرق وأخشن وخضرته أقل لقلة رطوبته بالطبع . ويدل على ذلك كثرة مرارته ويبس عفوصته . ولذلك انحرفت برودته عن برودة الخس البستاني إلى الحرارة قليلا ، وصار كأنه متوسط بين الدرجة الأولى من البرودة والدرجة الأولى من الحرارة ، وصارت منافعه كمنافع الغافت [1] . وأما لبنه فإن فيه شبها يسيرا من قوة لبن الخشخاش الأسود ، إلا أنه أضعف فعلا منه كثيرا لانحرافه عن البرودة قليلا ، ولما بينهما من الاشتباه في الرائحة واللون واليسير من القوة ، صار من الناس من يغش لبن الخشخاش الأسود به .
ولديسقيريدس في لبن الخس البري قول قال فيه : إنه إذا شرب منه وزن نصف درهم بماء الخس الريفي الممزوج بالخل ، أسهل كيموسا نيا . وإذا ديف بلبن أم جارية وقطر في العين ، نفع من القروح العارضة فيها .
قال إسحاق : قد يمكن أن يفعل لبن هذا الخشخاش مثل هذا متى كان الفضل سليما من الحرارة والحدة بعد أن تكون المادة قد أخذت في النقصان وقاربت الفناء . وأما متى كان في الفضل شئ من الحدة وكانت المادة بعد في الزيادة والصعود ، فإن الخس من أضر الأشياء بها ، لأنه يحقن البخارات ويمنع من تحليلها . وإذا ازدحمت البخارات في باطن العين وحميت هناك ، أحرقت الحجاب العيني وأحرقت الحجاب القرني ضرورة . ومن خاصة لبن الخس البري أنه إذا شرب ، جلب النوم ونفع من لسع العقارب والرتيلاء . وقد يقال أنه يدر الطمث بمرارته اليسيرة وتفتيحه ، إلا أن ذلك ليس بوثيق فيه لاخدار الحس .
وأما بزر الخس البري فيفعل في إفساد المني وقطع الاحتلام والمنع من شهوة الجماع ما يفعله بزر الخس البستاني . وماؤه يفعل مثل ذلك أيضا إلا أن فعله أضعف .



[1] حشيشة ورقها شبيه بورق الشهدانج .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست