responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 344


الياقوت الأحمر في لونه . وهو على ضربين : لان منه الصغير القطرات اللذاع اللسان ، ومنه العظيم القطرات الأملس غير اللذاع للسان ، وهذا النوع منهما ردئ لا ينتفع به . وأما الأول اللذاع فهو في جميع ما ذكرنا من فعل الزيتون البستاني أقوى وأخص كثيرا وأظهر تأثيرا . والله أعلم .
القول في الزيت الزيت على الحقيقة هو المستخرج من الزيتون ، وما سوى ذلك مما يستخرج من غير الزيتون فإنما يقال له أدهان ، وينسب كل واحد منها إلى النبات الذي هو منه ، كما اشتق للزيت اسم من الزيتون المستحق لاسم الزيت على الحقيقة يكون على ضربين : لان منه الطري الحديث القريب العهد بالخروج من الثمرة [1] . وأما الطري منه القريب العهد بالخروج من الثمرة ، فما كان منه من زيتون غض أخضر لم يكمل نضجه ولم يدرك ، وهو المعروف عند اليونانيين بالزيت الانفاق ، لان هذا الاسم يوناني على ما زعم ديسقوريدوس . وما كان منه مغسولا مستخرجا بالماء الحار يسمى زيت الماء والزيت المغسول . وأفضل الزيت ما كان ذكي الرائحة لذيذ الطعم سليما من اللذع والحرافة ، ويكون قبضه ظاهرا بينا لان بحسب ما فيه من القبض مقداره من البرودة واليبوسة . وما كان له مقدار من القبض كان أفضل للمعدة لتقويته لها . ولذلك أقامت الأوائل هذا النوع من الزيت مقام دهن الورد في علل الاسهال .
وإذا تمضمض به ومسك في اللثة ، قوى الأسنان . وقد يستعمل كثيرا في أدهان الطيب .
وما كان من الزيت الحديث الطري مستخرجا من زيتون أسود قد أدرك واستحكم نضجه ، فإنه رطب ويسخن إسخانا معتدلا ويرخي المعدة ويطلق البطن وينقلب إلى المرار الأشقر بسرعة . فإن خلط مع هذا النوع من الزيتون أعقابه الرطبة الطرية ودقوها معه وعصروا ماءها ، كان الزيت المستخرج منها قريبا من الزيت الانفاق بهذا الفعل فقط دون أن يمتحن منه ثانية ويداف وينظر . فإن كان فيه مقدار من القبض علمنا أن فيه من البرودة واليبوسة بحسب ما فيه من القبض . فإن وجدنا العذوبة غالبة عليه من غير قبض أصلا ، علمنا أنه بعد حار باعتدال . وإن وجدنا الحرافة فيه ظاهرة ، علمنا أن فيه من الحرارة واليبوسة مقدار ما فيه من الحرافة . وإن وجدنا فيه لطافة هوائية ، علمنا أنه فائق قد لزمته فضيلة الزيت المحمود الواجبة له ، وعلامة لطافته [2] أن يكون صافيا نقيا جيد المستنشق . وإذا أخذ منه اليسير وحمل على موضع من البدن ، امتد على الموضع وانبسط من غير أن ينقطع وينشفه الجلد ويبتلعه بسرعة .
وأما الزيت العتيق البعيد العهد بالخروج من الثمر ، فإنه متى كان من زيت إنفاق أو زيت الماء ، فما دام قبضه قائما فيه ولازما له ، فقوته مجففة حتى إذا زال عنه القبض ، صار حكمه حكم الزيت الحلو



[1] في الكلام انقطاع . ولعل تمامه : ( ومنه العتيق البعيد العهد بالخروج من الثمر ) .
[2] ( لطافته ) مكررة في الأصل .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 344
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست