responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 318


القول في الجوز والجلوز المعروف بالبندق والجوز الهندي المعروف بالرانج ويسمى النارجيل أما الجوز فينقسم قسمة أولية على ضربين : لان منه الرطب الأخضر ، ومنه اليابس الجاف . فما كان منه رطبا كان أقل حرارة وجفافا مما كان يابسا لان فيه رطوبة فضلية لم تستكمل نضجها . ولذلك نسب إلى اليبوسة قليلا ، لان الرطوبة التي فيه غير طبيعية . ولسبب ما فيه من الرطوبة الفضلية لم يكن له قبض بين ولا دسومة ظاهرة ولا لزوجة . ولذلك قل إضراره بالمعدة واللهوات والحنك ، لأنه صار كما لا طعم له ولا حرافة فيه يسيرة يخفى أكثرها عن الحس بها ، صار له جلاء وتليين البطن اليابس ، وبهذا صار أوفق للمعدة . وإذا أكل على الريق بالمري والخل ، كان تليينه للبطن أكثر ، لان تفهه يقل ويضعف كثيرا . وإذا أكل مع السذاب الطري ، لم يصل إلى آكله من الأدوية القتالة كثير ضرر .
وأما الجوز اليابس فيكون على ضروب : لان منه اليابس الحديث القريب العهد بشجره . ومنه العتيق البعيد العهد بشجره . ومنه القديم المتوسط الزمان . فما كان منه حديثا قريب العهد بالشجر ، كان فيه من بقايا رطوبته الرطب [1] بقية ما . ولذلك صار جوهره ألين ودهنيته أقل ، إلا أن فيه يسيرا من القبض . فإذا تمادى به الزمان وقاربت رطوبته الفضلية الفناء ، زال عنه القبض لغلبة الدهنية عليه وأسرعت [2] إليه الاستحالة إلى المرار . فإذا عتق وفنيت رطوبته بأسرها وصار جوهره دسما بمنزلة الزيت العتيق الزنخ ، خرج من عسر الانهضام ( 1 ) من ردئ للمعدة سريع الاستحالة إلى المرار ، ضارا بمن كان به سعال من حرارة .
وإذا أضفت جملته إلى جملة البندق ، وجدت البندق أكثر غذاء لكثافة جسمه وتلززه وقلة دسمه



[1] كذا في الأصل .
[2] في الأصل : وأسرع .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست