القول في وسخ كوائر النخل ما كان لونه يلي الحمرة ، وكانت رائحته طيبة شبيهة برائحة الأسطرك [1] المعروف بلبن الرمان من غير أن يكون مفرط اللين ، لكن يمتد كما يمتد المصطكى من طبعه . إنه حار يابس في الدرجة الثانية . ومن فعله أنه يسخن إسخانا قويا ، ويجذب من العمق ويخرج السلى [2] من باطن اللحم [3] . وإذا تبخر به ، نفع من السعال . وإذا لطخ به القوابي ، أبرأها وإنما يؤخذ من أفواه الكوائر [4] من مداخل النحل ومخارجها . وطبيعته طبيعة الموم .
[1] الأسطرك والاصطرك : صمغ شجرة شبيهة بشجرة السفرجل ، إذا فرك انبعثت منه رطوبة كالعسل . [2] السلى : الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أم ملفوفا فيه . [3] لعلها : الرحم . [4] الكوائر ، جمع كوارة : هي العسل في الشمع .