responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 303


طعام ، ولا يؤكل إلا على خلاء من المعدة لينهضم بسرعة وينحدر عن المعدة من قرب ، لأنه إن أخذ في وسط الطعام أو بعده ، ولد حمى غليظة بطيئة الانحلال . وأكثر الناس يأكلونه بعسل النحل أو بعسل الطبرزد ، ليكتسب بذلك عذوبة وطيب طعم ، ويسرع انحداره وانهضامه .
وأما ماء الأترج فرقيق مائي ليس فيه شئ من الغذاء ، لان رطوبته لطيفة ليس فيها من الجسمانية شئ أصلا ، كأنها بالإضافة إلى غيرها من الرطوبات البسيطة عند المركب ، إلا أنها تكون على ضربين :
لان منها [1] ما هو تفه مائي مائل إلى العذوبة اليسيرة قليلا ، ومنها الحامض القطاع . فما كان منها تفها كان باردا [2] رطبا في الدرجة الثانية ، إلا أن برودته أكثر من رطوبته . ولذلك صار مسكنا لحدة الحرارة قاطعا للعطش . وما كان منها حامضا كان باردا يابسا في الدرجة الثالثة ، له قوة تلطف وتقطع وتبرد وتطفئ حرارة الكبد ، وتقوي المعدة وتزيد في شهوة الطعام ، وتقمع حدة المرة الصفراء ، وتزيل الغم العارض منها ، وتسكن العطش وتقطع الاسهال المري والقئ الكذلك ، وتنفع من القوباء والكلف إذا طليت عليهما ، وإن كانت بالنفع من القوباء أخص . ويستدل على ذلك من فعلها في الحبر إذا وقع على الثياب ، لأنها إذا طليت عليه ، قلعته .
وأما حب الأترج الذي هو بزره ، فحار يابس في الدرجة الثانية ، ويستدل على ذلك من مرارته الخالصة ، ولذلك صار لا يصلح للغذاء أصلا ، إلا أنه على سبيل الدواء يسهل البطن ويحلل الأورام ويطيب النكهة ، ويقوي اللثة بفضل مرارته ، وينفع من السموم إذا شرب بشراب .
وأما ورق هذه الشجرة ففيه عطرية وذكاء رائحة مع حرافة بينة . ولذلك صارت قوته مجففة ملطفة .
تنفع مما ينفع منه قشر الثمرة .



[1] ( منه ) : مضافة في الهامش .
[2] في الأصل : بارد .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست