responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 286


القول في التفاح لما كان ثمر هذه الشجرة غير متفق في طبيعته وجوهريته لان منه العفص الأرضي الخالص اليبس ، ومنه القابض المركب من جوهر أرضي وجوهر عذب مائي ، ومنه الخالص اللطيف المركب من جوهر مائي مع أرضية يسيرة ، ومنه الحلو المعتدل الجوهرية المتوسط بين الكيفيات الأربع ، ومنه التفه المائي ، وجب أن يكون ورقها وأغصانها ولحاؤها أيضا كذلك . ولذلك قال جالينوس : أن ليس طبيعة شجرة التفاح كله طبيعة واحدة ، كما أن ليس طبيعة ثمرته التي هي التفاح طبيعة واحدة ، لان من التفاح ما هو عفص خشبي ، ومنه ما هو قابض قليل العفوصة ، ومنه ما هو حامض ، ومنه ما هو حلو ، ومنه ما هو تفه لا طعم له .
والعفص والقابض أبردها وأغلظها وأبعدها انهضاما ، إلا أنهما أشد تقوية للمعدة وأقطع للاسهال . والقابض منهما ألطف وأرق لغلبة الجوهر المائي عليه . فلذلك صار استعماله بجرمه غير ضار لمن أراد الزيادة في تقوية معدته وقطع الاسهال والقئ جميعا لان مقامه ، إذا كان قابضا ، مقام المشوي والمسلوق من التفاح العفص . وأما الحامض فالغالب عليه البرودة واللطافة مع أرضية يسيرة . ولذلك صار يبسه أقل من يبس القابض ، ولضعف يبسه صار لطيفا غواصا قامعا لحدة المرة الصفراء ، نافعا من الخفقان ، مسكنا للعطش ، مقويا للمعدة ، منبها لشهوة الطعام ، حابسا للبطن ، مانعا للقئ وبخاصة إذا أخذ على الريق أو على نقاء من المعدة لأنه إذا أخذ بعد الطعام ، منعه الطعام الذي تقدمه من الرسوب في قعر المعدة ومواضع الطبخ وبقي طافيا عواما ، وعصر أعلى المعدة وأحدر ما فيها إلى أسفل وصار سببا لاطلاق البطن ، وإن كان العفص والقابض أقوى في هذا الفعل من الحامض كثيرا . وأما الخاصية التي هي للحامض دون العفص والقابض ، وهي أنه متى وافى في المعدة فضولا غليظة ليست بباردة ، قطعها بحموضته ولطافته ، وأحدرها ولين الثقل . ومتى وافى كيموسا حلوا لم يشبه حرافة ولا غلظ ، ألطفه وطرق له السبيل إلى جميع البدن .
وقد يفضل سويقه وشرابه الساذج في تقوية المعدة وقطع العطش والقئ والاسهال المري ،

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست