responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 278


يقوى بها على تسكين الحرارة ، وإن كان ذلك زائدا في تفجيجه وبعد انحداره ، إلا أن يكون المستعمل له قد تحشفت [1] معدته وغلبت عليها الحرارة واليبوسة ، فيعين ذلك على هضمه ويصير محمودا مسكنا لحرارة الكبد من قبل أن المعدة إذا صارت إلى مثل هذه الحال من الحرارة واليبوسة ، لم يكن بد للكبد من أن يناله بعض ذلك . وإذا أخذ التوت على الريق مبردا بالماء أو بالثلج ، قطع العطش وسكن الالتهاب ولا سيما إذا كان في التوت بعض المرارة .
ولجالينوس في التوت فصل بديع قال فيه : إن في التوت الحلو قوة مسهلة مشاكلة لقوة الأدوية المسهلة ، إلا أنها ضعيفة ولم يوضح السبب في ذلك . وليس بمنكر أن تكون مثل هذه القوة في التوت النضيج على ما في شجره من الخواص العجيبة ، لأنا نجد في لحاء [2] هذه الشجرة وأغصانها وورقها مرارة وحدة يجلو بها ويقطع ويقتل الدود العريض ، المعروف بحب القرع ، ويخرجه من البطن . وإذا دق ورقها وحمل على السرة ، فعل مثل ذلك . وإذا دقت عروقها وطبخت وشرب ماؤها ، لين البطن وأخرج الدود وحب القرع . وإذا دق قشرها وورقها وطبخا ، وتمضمض بمائها وأمسك في الفم ساعة ، نفع من وجع الأسنان . وإذا طبخا بطلاء واتخذ منهما غرغرة ، نفعت من البلة المنحدرة إلى اللهاة واللوزتين .
وإذا طبخ ورقها مع ورق الكرم وورق التين اليابس بماء المطر ، سود الشعر . وإذا شرب من عصارة الورق قدر أوقية ونصف ، نفع من نهش الرتيلاء . وإن حفر الانسان عن أصل هذه الشجرة وشرط شرطان ، وترك ليلة ، وجد في الشرط بالغداة رطوبة جامدة تنفع من وجع الأسنان ، وتسهل البطن . وإذا سحق أصل هذه الشجرة وجعل في خل ثقيف وصير في الشمس أربعة عشر يوما وجفف وسحق وحمل على الأضراس المأكولة ، قلعها كلها . ومما يدفع ضرر التوت أن يغسل قبل أكله بالماء مرات ، ولا يؤكل إلا على الريق على خلاء من المعدة ونقاء من الفضول منها ، لأنه إذا استعمل على هذه المثال ، اكتسب من الماء برودة ليسكن بها الحرارة ويغذو ، وبعدا من الفساد لنقاء المعدة وقوتها على هضمه ، وأمن صاحبه إضراره بالمعدة والرأس .
ولديسقيريدس في التوت النضيج قول قال فيه : إن عصارته إذا طبخت في إناء من نحاس ووضعت في الشمس أياما حتى تنعقد ، كان أشد لقبضها . وإن خلط معها يسير من عسل ، كانت صالحة للورم العارض للعضل الذي على جنبي الحنك وأصل اللسان . وإن صير فيها شب [3] يماني ويسير من عفص وزعفران وثمر الطرفاء [4] وأصول السوسن المعروف بالايرسا [5] وكندر وسعد ، كان أقوى لفعلها .
ولك أن تزيد في هذه العقاقير وتنقص على ما تراه من مزاج المتعالج بها ، لأنا قد وجدنا بعض المتطببين قد أزال هذه الايرسا والسعد والكندر ، وصير بدل العسل سكر طبرزد .



[1] أي تقبضت ووقلصت .
[2] اللحاء : قشر العود أو الشجر .
[3] الشب : ملح معدني معروف . واليماني أجوده .
[4] الطرفاء : شجرة تنبت في المياه القائمة ، ثمرها يشبه الزهر والبستاني منه يشبه العفص .
[5] ضرب من الرياحين رائحته زكية . ولفظه بالفرنسية : lris .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 278
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست