responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 273


القول في الزبيب إن نسبة الزبيب إلى العنب كنسبة التين اليابس إلى التين الطري ، إلا أنه ألطف جسما وأقل حلاوة من التين . فللطافته في جسمه وقلة حلاوته ، صار انفعاله أكثر من فعله ، وصار انقلابه إلى المرار أسرع من انقلاب التين إلا أنه متى لم ينقلب إلى المرار ، كان أوفق للمعدة كثيرا . ذلك لخفته عليها وقلة إتعابه لها . وقد يختلف في طبيعته وغذائه وفعله على حسب اختلاف طعمه ومقدار جسمه . فأما طعمه فيختلف على ثلاثة ضروب : لان منه الحلو الصادق الحلاوة . ومنه ما فيه مرارة . ومنه ما فيه قبض وخشونة . وما كان كذلك فهو مركب من قوتين : قوة تنضج وتحلل تحليلا معتدلا وقوة تقبض وتقوي .
والسبب في تقويته طبيعة حبه لان لحمه وإن كان حارا رطبا محللا ، فإن حبه بارد يابس مقبض .
وما كان من الزبيب حلوا كان أكثر حرارة ورطوبة وبخاصة متى كان أسود ، ولذلك صار متوسطا بين ما يرخي ويشد ، لأنه يرخي المعدة ولا يشدها ، ولا يطلق البطن ولا يحبسه . ولذلك صار له تعديل لما يصادف في المعدة من الأخلاط الرديئة متى كانت يسيرة . ومن فعله تسكين اللذع الذي في المعدة وبخاصة إذا كان لحيما رقيق القشر صغير الحب . وما كان كذلك كان نافعا لأوجاع الصدر والرئة ملينا للسعال جلاء لما في الكلى والمثانة إلا أنه غير موافق للكبد والطحال إذا كان فيهما جسأ [1] أو غلظ . وما كان من الزبيب مائلا إلى المرارة قليلا كان أقل غذاء وأمسك إلى البرودة وقلة الرطوبة وخاصة متى كان أبيض . ولذلك صار مقويا للمعدة حابسا للطبيعة مسكنا للحر . وأكثر منه في هذا ما كان عفصا ، لأنه أقل أنواع الزبيب رطوبة وأكثرها يبوسة ، ولذلك صار أكثر تقوية للمعدة وأعون على حبس البطن ولا سيما إذا كان لحمه قليلا وحبه كثيرا .
وقد يستعمل الزبيب على ضروب فتختلف أفعاله وغذاؤه ، ولذلك أن منه ما يؤكل بعجمه ، ومنه ما يؤكل بغير عجمه ، وهو أكثر موافقة للسعال وعلل الصدر والرئة وأوجاع الكلى والمثانة وأعون على



[1] أي قساوة .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست