responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 268


في العنب أما العنب فينقسم قسمة جنسية على ضربين : وذلك أن منه الغض الحامض المعروف بالحصرم ، ومنه الكامل النضج الصادق الحلاوة وهو العنب على الحقيقة . فأما الحصرم فبارد في الدرجة الثانية ، يابس في الثالثة ، له ثلاثة أجزاء مركب منها : أحدها : الحب ، والثاني : القشر ، والثالث :
الرطوبة . فأما الحب فيابس له كثافة وصلابة ، ولذلك صار أشد يبسا من القشر وأغلظ وأعسر انهضاما وأبعد من الاستحالة والتغيير ، بل لا استحالة له ولا تغيير أصلا ، لكنه ينحدر عن المعدة والمعاء بصورته وشكله من غير أن ينحل شئ من أجزائه . إلا أنه إذا سحق جيدا وشرب ، قوى المعدة بعفوصته وقبضه وقطع الاسهال المري ، وبخاصة إذا كان محمصا . وأما القشر فغليظ عصبي ، ولهذا صار لا يستحيل أيضا ولا ينحل ولا يغذو البدن أصلا . وأما الرطوبة فلقبضها وعفوصتها ، عسر انهضامها ، إلا أنها مقوية للمعدة والكبد جميعا ، مسكنة للحرارة ، قاطعة للعطش ، قامعة لحدة المرة ، نافعة من القئ المري [1] والاسهال العارض في الكبد والمعدة عن ضعف القوة الماسكة . وإذا اكتحل بها ، قوت الحدقة وقطعت الرطوبات الغليظة التي في المأقتين [2] .
ولديسقيريدس في عصارة الحصرم قول قال فيه : إن عصارة الحصرم إذا استخرجت قبل طلوع نجم الكلب وجعلت في إناء نحاس مغطى بثوب وصيرت في الشمس نهارا ، ورفعت من الندى ليلا كيلا ينالها برد الهواء ويمنعها من الانعقاد ، وصبر عليها حتى تغلظ وتصير كالعسل ، كانت موافقة للعضل الذي عن جانبي الحلق المعروفة باللوزتين واللهاة واللثة الرخوة ، التي تسيل منها الفضول ، والقلاع [3] والآذان التي يسيل منها القيح . وإذا احتقن بها ، نفعت من قروح المعاء ومن سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم . ويشرب أيضا لنفث الدم العارض قريبا [4] من انفتاق بعض العروق التي للصدر من غير سعال .



[1] أي قئ المرة الصفراء .
[2] المأق والمؤق ، جمع مآقي وغير ذلك كثير : مجرى الدمع من العين وهو طرفها مما يلي الانف .
[3] القلاع : بثرات تكون في جلدة الفم أو اللسان .
[4] في جامع ابن البيطار ، نقلا عن ديسقوريدوس : ( قديما ) .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست