responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 240


القول في الحمص هذا الجنس من الحبوب يغذو غذاء كثيرا ويلين البطن ويدر البول والطمث ، إلا أنه يولد رياحا ونفخا . ولذلك صار زائدا في المني ومقو [1] للانعاظ . إلا أنه ينقسم قسمة أولية على ضربين : لان منه الأخضر الطري الذي لم يستكمل انعقاده وجفافه على نباته [2] . وأما الطري الأخضر ، فأنت قادر على أن تميز حاله من حال الباقلي الطري إذا أضفت يابسه إلى يابس من الباقلي ، لان إضافة الباقلي الطري إلى اليابس منه ، كإضافة الحمص الطري إلى اليابس منه . وأما ما قد تم انعقاده وكمل جفافه على نباته ، فيكون على ضربين : لان منه الأبيض ، ومنه الأسود . والأبيض منه حار في الدرجة الأولى ، رطب في وسطها ، كأن رطوبته قريبة من الاعتدال . ولذلك صار غذاؤه أكثر من غذاء الباقلي ، وإن كان ليس بالجيد لأنه عسير الانهضام مولد للرياح والنفخ كثيرا ، حتى أنه كثيرا ما ينفخ الجوف ويزيد سعة موضعه ، ويفعل فيه فعل الخل في الطين اليابس ، أو الخمير في العجين . ومن قبل ذلك ، صار يحسن لون المدمن عليه ، لان اللحم إذا ربا وانتفخ ، امتدت البشرة ورقت وصفت في لونها وحسنت . ولهذا أيضا صار معينا على الجماع ، زائدا في الانعاظ ، من قبل أن الجماع يحتاج في تمامه إلى ثلاثة أشياء هي مجتمعة في الحمص : أحدها : طعام يكون فيه من زيادة الحرارة واعتدالها ما يقوي الحرارة الغريزية وينبه الشهوة للجماع . والثاني : غذاء فيه من كثرة الغذاء ورطوبته ما يرطب البدن ويزيد في المني . والثالث : فيه من الرياح والنفخ ما يملا أوراد القضيب وعروقه وينفخه ويقوي غضبته [3] ويصلبه . وكل ذلك موجود في الحمص لان فيه حرارة معتدلة متوسطة في الدرجة الأولى ، ورطوبة زائدة كثيرة الغذاء والترطيب ورياح نافخة قوية معينة على الانعاظ .
ولجالينوس في رياح الحمص قول قال فيه : إن رياح الحمص ونفخه ليس بدون رياح الباقلي ونفخه ، غير أن غذاء الحمص أكثر ، وجلاؤه أقوى ، لان فيه قوة قطاعة ملطفة . ولذلك صار مدرا للبول والطمث منقيا للكبد والطحال والكلى ، مفتحا لسددها ، مفتتا ( 3 ) للحصى ، مخرجا ( 4 ) للدود وحب القرع من



[1] في الأصل : مقوي .
[2] في الكلام انقطاع هنا . والمقتضى أنه : ( ومنه ما قد تم انعقاده وكمل جفافه على نباته ) .
[3] أي جلدته . ( 4 ) جميعها في الأصل بالرفع .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست